هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سعيد الحاج يكتب: المواجهة الأخيرة لن تكون النهائية على الأغلب بين الجانبين، إذ أنها لم تحسم أيا من الملفات الخلافية بشكل نهائي، فضلا عن استمرار الحرب على غزة وفي المنطقة (سوريا ولبنان واليمن) بما يبقي فتيل التصعيد مشتعلا، وتزداد احتمالات المواجهات المستقبلية في حال تأكد أن الضرر الذي حل بالمشروع النووي الإيراني أقل مما يرضي "إسرائيل"
في مشهد يبدو كأنه نهاية فصل من مسرحية مشوشة، أعلن ترامب بلهجة انتصارية روحانية عن "وقف شامل لإطلاق النار" بين إيران وإسرائيل، مُنهياً حرباً لم تدم سوى اثني عشر يوماً لكنها زلزلت موازين المنطقة وكشفت أعطاب القوة لدى الطرفين. وبينما سارعت طهران إلى إعلان "نصر عظيم"، وتغنّت برغبتها في التسوية، تعددت القراءات والتحليلات، معظمها سقط في فخ العاطفة أو الأهواء المسبقة، مغفلاً السياق الحضاري والسياسي الأعمق لهذه المواجهة. تسعى هذه الورقة إلى تجاوز لحظة الإعلان المسرحي، وفتح جبهة التفكير النقدي في الربح والخسارة الحقيقيين، من منظور استراتيجي يعاين أداء إيران ومآلات صراعها لا مع إسرائيل وحدها، بل مع منطق الهيمنة الجديد الذي بات يحكم الإقليم والعالم.
كما هي العادة في العالم العربي، هناك الكثير من الجدل والاستقطاب حول ما انتهت إليه الجولة الأخيرة من التصعيد بين إسرائيل وإيران بعد مرور 12 يوماً على إنطلاقها. إيران أعلنت الإنتصار على إسرائيل والولايات المتّحدة الأمريكية، ودعت الى الإحتفال في ساحة النصر. كذلك فعل أنصار إيران في العالم العربي.
ما كانت إسرائيل ستوقف عدوانها على إيران، لولا أن الأخيرة كالت لها الصاع صاعات، وأثبتت أن القبة الحديدة التي ياما تباهت بها إسرائيل كدرع واق من الصواريخ، تغدو قبة من كرتون إذا انهالت عبرها صواريخ كثيرة في زخات متتالية، بدليل أن إسرائيل استنجدت بواشنطن لتوافيها بالصواريخ الاعتراضية، لأن مخزونها منها أوشك على النفاد.
محمد العودات يكتب: فيما أعلن الكيان الصهيوني أنه أنهى بنك أهدافه العسكرية في إيران، أعلنت إيران أنها انتصرت في التصدي للهجوم الإسرائيلي الأمريكي، وأنها حققت نصرا في ردع اعتداء أمريكا وإسرائيل وضرب الكيان بشكل موجع لم يعرفه منذ تأسيسه
حازم عيّاد يكتب: الهدن الأمريكية لن تكون بديلا للسلام الأمريكي، ولن تخفي نيران الحرب ورمادها المستعر في الإقليم، فهي مجرد محطات للاستراحة استعدادا لمواجهات أقوى وأشرس تعكس فقدان السلام الأمريكي معناه في تحقيق الاستقرار للمنطقة الممتدة من غرب آسيا إلى غرب أفريقيا
نور الدين العلوي يكتب: في ميل بعض العرب إلى مناصرة إيران في حربها الدفاعية الأخيرة أمام الكيان سعي آخر إلى البحث عن نصير من خارج العرب، نصير يخوض معركة العرب بدلا منهم فيحررهم، وربما يشكرونه على حسن صنيعه بهم. لكن إيران خاضت حربها طبقا لأجندتها الإيرانية
على مدى عقود، قامت العقيدة الأمنية الإسرائيلية على وهم "الوطن الآمن" الذي يوفّر ليهود العالم ملاذًا محصنًا ومستقرًا، يعوّضهم عن قرون من الاضطهاد. لكن مع زلزال 7 أكتوبر وتداعياته الأمنية والعسكرية، بدأت هذه العقيدة تتهاوى أمام واقع جديد يطعن في قدرة الدولة العبرية على حماية سكانها. فقد تلاشى الإحساس الجمعي بالأمان، وبدأت موجات الهجرة العكسية تتصاعد بشكل غير مسبوق، ما يعكس أزمة وجودية عميقة تهدد المشروع الصهيوني في جوهره، وتعيد طرح سؤال طالما أُجّل: هل إسرائيل حقًا وطن نهائي، أم محطة عابرة في ذاكرة الطيور المهاجرة؟
جوزيف مسعد يكتب: في ظل هذه الهجرة اليهودية الإسرائيلية الكبرى، فإن السلطات الإسرائيلية تبدو محقة في القلق من أن معظم اليهود قد يهجرون البلاد. هذه مسألة خطيرة، خاصة وأن الفلسطينيين أصبحوا أغلبية السكان بين النهر والبحر منذ عام 2010، وهو ما يهدد بقاء الدولة اليهودية العنصرية على المدى الطويل
يحذر الكاتبان حسين آغا وروبرت مالي من الشعور بالنصر من قبل الأمريكيين والإسرائيليين في الحرب مع إيران، وقالا إنه كلما كلما اقتربت إسرائيل من النصر الكامل، اقتربت من حالة من عدم اليقين التام، من مخاطر ناجمة عن الإذلال المكبوت والغضب والنقمة، وأكدا أن هذا النوع من النصر ليس مكانا آمنا، لأن هذا سيدفع إيران وحلفاءها في المنطقة لتغيير أساليبهما في المواجهة ومحاولة إعادة بناء قوتهم
منير شفيق يكتب: ما أُريدَ من الحرب كان فرض الاستسلام على إيران، وبما يتعدّى تدمير المنشآت النووية. ومن ثم عودة نتنياهو لمأزقه في غزة، يتوجب اعتبار نتيجة الحرب على غير ما يشتهي.ىوهنا يكون الوضع في غزة قد أصبح أفضل، لفرض وقف إطلاق النار، من مرحلة اندلاع الحرب، وذلك بفشل كل ما توخاه ترامب ونتنياهو من الحرب ضدّ إيران
نحن نعيش اليوم نهاية حضارة عالمية تشكّلت منذ قرون وسببها نصرة الباطل واستعلاء الظالم على المظلوم، وهي الحضارة الغربية الحديثة التي بدأت مع النهضة الأوروبية واستمرت في التوسع حتى بلغت ذروتها بعد الحرب الباردة. لكن اليوم، نشهد أفول هذا النموذج، وصعود نظام دولي متعدد الأقطاب، يعيد توزيع القوة والنفوذ بين الشرق والغرب، وبين الدول الكبرى والقوى الإقليمية، داخل الأرض وخارجها.
محمد مكرم بلعاوي يكتب: وقف إطلاق النار سيمكن باكستان من الاستمرار في تبني خطاب دبلوماسي محايد، يركز على الدعوة إلى التهدئة، ويقدّم تضامنا معنويا مع إيران دون أي التزام عملي، وهو خيار يسمح لها بالحفاظ على علاقاتها مع طهران، دون الإضرار بعلاقاتها الاستراتيجية مع الخليج أو استفزاز واشنطن، وسيمكن باكستان من التعامل مع هذا التصعيد على قاعدة دقيقة، قائمة على إظهار الدعم المعنوي لإيران دون تجاوز الخطوط الحمراء الدولية والخليجية، في سياسة تُراعي الداخل والخارج، وتحاول تجنب إشعال أي جبهة إضافية في بيئة إقليمية شديدة الاشتعال
موسى زايد يكتب: الخسائر التي وقعت لإيران هي خسائر مرحلية وليست استراتيجية وتستطيع إصلاحها، في المقابل، فإن خسائر الاحتلال كلها استراتيجية، كل مساحة الكيان أصبحت مستباحة
تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، فيما دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إيران إلى اتخاذ “المخرج الدبلوماسي” والعودة إلى طاولة المفاوضات، محذراً من أن أي رد عسكري قد يؤدي إلى تصعيد كارثي في المنطقة.
أصدر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" بياناً شديد اللهجة يندد فيه بالعدوان الأمريكي الأخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكداً وقوفه الكامل إلى جانب الشعب الإيراني في هذه المرحلة الحساسة التي يتعرض فيها لهجوم وتدمير غاشم.