صحافة دولية

سر نقل طائرات أمريكية إلى أوروبا.. هل اقترب الهجوم على إيران؟

أمريكا نشرت طائرات F-22 وF-35 إلى قواعد في الشرق الأوسط - عربي21
أمريكا نشرت طائرات F-22 وF-35 إلى قواعد في الشرق الأوسط - عربي21
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية غير المسبوقة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، كشفت بيانات تعقب حركة الطيران العسكري عن نقل أكثر من 30 طائرة عسكرية أمريكية من الولايات المتحدة إلى قواعد في أوروبا خلال الفترة ما بين السبت والثلاثاء الماضيين، معظمها من طراز "KC-135" المخصص لتزويد الطائرات المقاتلة والقاذفات بالوقود أثناء التحليق.

ووفق ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في وحدة "تقصي الحقائق"، تم رصد هذه الطائرات وهي تهبط أو تحلّق في أجواء قواعد عسكرية أمريكية في كل من إنجلترا وإسبانيا واسكتلندا، وهو ما اعتبره خبراء عسكريون مؤشراً على استعدادات عسكرية قد تتجاوز مجرد المناورة أو الردع الرمزي.

ووصف المحلل في معهد الخدمات الملكية المتحدة للدراسات الدفاعية بلندن، جاستن برونك، هذه التحركات بأنها "غير اعتيادية"، مشيراً إلى أن نقل هذا الكم من طائرات التزود بالوقود في وقت قصير "يشير بقوة إلى استعداد الولايات المتحدة لسيناريوهات عملياتية واسعة النطاق في الشرق الأوسط خلال الأسابيع المقبلة".

وبرغم عدم وجود إعلان رسمي عن نية واشنطن الانخراط مباشرة في الصراع القائم بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، فإن التطورات الميدانية، لا سيما الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية في إيران، باتت تدفع نحو تدويل المشهد، ويُعتقد أن المنشآت المستهدفة شملت موقع "نطنز" النووي الشهير، أحد أهم مراكز تخصيب اليورانيوم تحت الأرض.

اظهار أخبار متعلقة


في المقابل، حسب تحليل البي بي سي  يرى نائب الأدميرال الأيرلندي السابق مارك ميليت أن هذه التحركات قد تكون جزءاً من "سياسة الغموض الاستراتيجي"، تهدف إلى إبقاء طهران في حالة من الترقب والضغط المتواصل، خصوصاً بعد تهديدات صريحة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي تحدث عن "نفاد صبر" واشنطن و"السيطرة الكاملة على أجواء إيران".

ويعزز هذا السيناريو تقارير أكدت توجه حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس نيميتز" من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط، مع إلغاء مشاركتها في مناورات كانت مقررة قبالة سواحل فيتنام، بناءً على "متطلب عملياتي طارئ"، بحسب السفارة الأمريكية في هانوي.

وأكدت مصادر دفاعية غربية حسب التقرير أن أي استهداف أمريكي للمواقع النووية الإيرانية، مثل "نطنز" و"فوردو"، سيحتاج إلى قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، التي لا يمكن إسقاطها إلا من قاذفات الشبح "B-2". وتُظهر صور أقمار صناعية سابقة وجود هذا النوع من القاذفات في قاعدة "دييغو غارسيا" الأمريكية بالمحيط الهندي.

ووفق المارشال الجوي البريطاني السابق غريغ باغويل، فإن وجود قاذفات B-2 في تلك القاعدة يمكّن واشنطن من تنفيذ ضربات جوية "مستمرة ودقيقة" على عمق الأراضي الإيرانية، دون الحاجة إلى قواعد مؤقتة في دول الخليج.

اظهار أخبار متعلقة


وتزامنت هذه التحركات مع نشر أمريكا طائرات F-22 وF-35 إلى قواعد في الشرق الأوسط، وسط تصريحات متكررة لمسؤولين أمريكيين، تفيد بأن "كل الخيارات مطروحة" للتعامل مع إيران إذا استمرت في تطوير برنامجها النووي دون رقابة.

وأكد التحليل أن مراقبون أشاروا إلى أن واشنطن قد تستخدم هذه الخطوات كأداة ضغط لدفع إيران إلى تقديم تنازلات في أي مفاوضات محتملة، لكنهم لا يستبعدون أيضاً خيار الضربة المحدودة، خاصة إذا تصاعدت الهجمات المتبادلة بينها وبين إسرائيل إلى حدود لا يمكن ضبطها سياسياً.
التعليقات (0)

خبر عاجل