ملفات وتقارير

غزة تدخل مرحلة "الكارثة" بسلم درجات الجوع العالمي.. ما الذي نعرفه عن التصنيف؟

أطفال من غزة ينتظرون أمام مطبخ خيري للحصول على القليل من الطعام- جيتي
أطفال من غزة ينتظرون أمام مطبخ خيري للحصول على القليل من الطعام- جيتي
يسلط إعلان الأمم المتحدة، دخول قطاع غزة في مرحلة الجوع الكارثي، الضوء على التصنيف متعدد الدرجات المعتمد دوليا، لحالات الجوع، خاصة مع انعدام توفر الغذاء في كافة أنحاء قطاع غزة.

وقالت الأمم المتحدة، في أحدث بياناتها، إن 470 ألفا من سكان القطاع، سيواجهون الجوع الكارثي، وهي المرحلة الأشد في تصنيف مؤشر الجوع العالمي، بزيادة قدرها 250 بالمئة عن تقديرات التصنيف السابقة.

وباتت الوفيات تتصاعد في قطاع غزة، جراء عملية التجويع الوحشية التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين، ولم تقتصر الوفيات على الأطفال الفئة الأضعف في المجتمع بل طالت كافة الأعمار، في إشارة إلى عمق الكارثة التي يصنعها الاحتلال في القطاع.

اظهار أخبار متعلقة




ونستعرض في التقرير التالي، كل ما نحتاجه لمعرفة مؤشر الجوع العالمي ودرجاته:

يعرف مؤشر الجوع العالمي، والذي يحمل اختصار " GHI" Global Hunger Index،  ويصدر بصورة سنوية، من جهات بحثية ويعتمد على 4 أبعاد رئيسية لقياس الجوع، في الدول النامية.

وتشكل المعايير الأربعة التي يعتمد عليها المؤشر، الصورة الكاملة للوضع الغذائي ومدى تدهور الأمن الغذائي فيها وهي:

نقص التغذية
ويقيس نسبة السكان الذين لا يحصلون على الحد الأدنى من السعرات الحرارية اليومية اللازمة، وفق تقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة  "الفاو"، ويعتبر هذا المعيار ثلث المؤشر بشكل إجمالي.

الهزال عند الأطفال
ويتعلق نسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من نقص الوزن مقارنة بالطول، وهي دلالة على سوء تغذية حاد وقصير الأجل، ويشكل هذا المعيار نسبة السدس من إجمالي المؤشر.

توقف النمو عند الأطفال
ويقرأ هذا المعيار نسبة الأطفال دون الخامسة الذين يعانون من قصر القامة مقارنة بأعمارهم، نتيجة سوء تغذية مزمن أو تكرار الأمراض في المراحل المبكرة من النمو ويشغل نسبة السدس كذلك من إجمالي المؤشر.

وفيات الأطفال دون الخامسة
وهو من أكثر المؤشرات دلالة على عمق الأزمة الغذائية، حيث ترتبط وفيات الأطفال بشكل مباشر بسوء التغذية والرعاية الصحية. ويشكل هذا البند ثلث وزن المؤشر الإجمالي.

وتحسب الدرجة النهائية للدولة، لمعرفة مستوى الجوع فيها، بعد تحويل القيم إلى نقاط، تحول إلى مقياس من صفر إلى 100 درجة، يكون فيها الصفر مرحلة انعدام كامل للجوع، وكلما زادت الدرجات وصولا إلى الـ 100 فنحن أمام أوضاع غذائية حرجة.

كيف نقرأ التصنيف؟

سلم تصنيف درجات الجوع العالمي، يقع ضمن 5 فئات تبعا لنسبة السكان الذين يعانون من الجوع الحاد، ومعدلات سوء التغذية الحاد أو الهزال، بين الأطفال، إضافة إلى معدلات الوفيات نتيجة الجوع، ومدى توفر الغذاء وإمكانية الوصول إليه، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

المستوى الأول: الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي

في حالة عدم وجود أزمة أمن غذائي حاد أو الحد الأدنى منه، يستطيع الناس تلبية احتياجاتهم الأساسية الغذائية وغير الغذائية دون الانخراط في تدابير غير معتادة وغير مستدامة للحصول على الغذاء والدخل.

في هذه المرحلة يعاني أقل من 5 في المائة من السكان من سوء التغذية، ويتمتع الناس بدخل ثابت، ويكون هناك كمية ونوعية ملائمة من الطعام بالنسبة لمعظم الناس، ويحصل الشخص الواحد على أكثر من 2100 سعرة حرارية في اليوم.

المستوى الثاني: انعدام الأمن الغذائي الحاد "الضغط"

يحصل الأشخاص في هذه المرحلة على الحد الأدنى من الاستهلاك الغذائي المناسب، ويمكنهم تحمل كلفة بعض المواد غير الأساسية، دون الانخراط في تدابير للتكيف مع تلك الضغوط، ويتوفر لديهم دخل منتظم، لكن مع صعوبات في الحصول على المواد الأساسية، وفي هذا المستوى، يعاني 5-10 بالمئة من السكان، من سوء تغذية حاد، ويتناول الشخص 2100 سعرة حرارية في اليوم، وهو بالكاد يكفي لنظام غذائي يلبي الحاجة الأساسية.

المستوى الثالث: الأمن الغذائي الحاد "الأزمة"

الأسر في هذا المستوى إما تواجه نقصا في استهلاك الغذاء إلى جانب سوء التغذية الحاد، أو تكون قادرة فقط على تلبية احتياجاتها الغذائية من خلال اللجوء إلى تدابير للتكيف مع الأزمات، مثل بيع أصول سبل العيش الأساسية، وهناك خيارات غذائية محدودة، ويجب على الناس بذل قصارى جهدهم للحصول على السعرات الحرارية التي يحتاجونها، وفي هذا المستوى يعاني ما بين 10-15 بالمئة من السكان من سوء التغذية الحاد، كما أن هناك قصورا شديدا في دخول الناس.

المستوى الرابع: انعدام الأمن الغذائي الحاد "الطارئ"
تعاني الأسر نقصا كبيرا في استهلاك الغذاء، في هذا المستوى، إلى جانب معدلات سوء تغذية حاد مرتفعة للغاية وأعداد زائدة من الوفيات، أو لا تتمكن من التغلب على نقص استهلاك الغذاء إلا من خلال بيع الأصول القليلة المتبقية لديها، وفقدان الدخل في هذه المرحلة لا يمكن الرجوع منه، ويعاني ما بين 15-30 بالمئة من السكان من سوء التغذية الحاد في هذه المرحلة، ويستطيع الناس الوصول إلى ثلاث مجموعات غذائية أو أقل مثل الفواكه والحبوب والخضروات، ويتناولون أقل من 2100 سعرة حرارية في اليوم.

المستوى الخامس: الكارثة أو المجاعة

يعتبر هذا المستوى من أشد مراحل الجوع، ويعني الافتقار التام إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى، تواجه الأسر نقصا حادا في الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى، حتى بعد تبني جميع تدابير التكيف الممكنة، والجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد تكون واضحة للعيان، ويموت ما لا يقل عن اثنين من كل 10 آلاف شخص؛ بسبب الجوع أو المرض في ظروف المجاعة، وفيه يعاني أكثر من 30 بالمئة من السكان من سوء التغذية الحاد.

يشار إلى أن وزارة الصحة في غزة، أعلنت أن عدد الأطفال الذين اسشتهدوا حتى الآن نتيجة التجويع الذي يقوم به الاحتلال، بلغ 72 طفلا، فيما بلغت الحصيلة الإجمالية لشهداء التجويع 620 بينهم مرضى لم يحصلوا على الغذاء خلال فترة علاجهم.

اظهار أخبار متعلقة



وقالت الوزارة في بيان مناشدة للعالم، إن أقسام الطوارئ، تشهد أعدادا غير مسبوقة، من الفلسطينيين المجوعين من كافة الأعمار، يصلون في حالة إعياء شديد وهزال مخيف، وضعف كامل، بعد إنهاكهم نتيجة الجوع ونحول أجسادهم بصورة صادمة خاصة الأطفال منهم.

وقال برنامج الأغذية العالمي، إن 470 ألف شخص في غزة يواجهون الجوع الكارثي، ويعاني كافة السكان من انعدام غذائي حاد، وهو ما يعني أن 71 ألف طفل وأكثر من 17 فلسطيني، يحتاجون إلى العلاج العاجل لسوء التغذية الحاد.

وكشفت أن لديها مخازن خارج القطاع، يتوفر فيها أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية، لإطعام مليون شخص لمدة 4 أشهر، وجاهزة للتوصيل إلى غزة في حال رفع الحصار.
التعليقات (0)

خبر عاجل