كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية فضيحة خرائط الإخلاء التي نشرها "الجيش" الإسرائيلي" لإخلاء مدينة
غزة، مشيرة في هذا الصدد أنها تقع في
مناطق خطرة للغاية، وبعضها ممتلئ بالنازحين أصلا ولا يمكن استيعاب أعداد أخرى.
وبحسب صحيفة "هآرتس"
العبرية نشر المتحدث باسم
جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية خرائط وبيانات على منصة "إكس" دعا فيه سكان غزة إلى النزوح "المحتوم" نحو الجنوب،
زاعما أن هناك أماكن كافية لإقامة خيام النازحين، مشيرا إلى تسع مناطق في الوسط
والمواصي في خانيونس، واعتبرها "خالية وجاهزة للسكن".
اظهار أخبار متعلقة
مناطق حمراء
من ناحية أخري أوضحت
الصحيفة، استنادًا إلى فحص أجرته بمساعدة خبراء في الخرائط من الجامعة العبرية وجامعة
بن غوريون، أن ست مناطق على الأقل من بين تلك التي حددها الجيش تقع ضمن "الخطوط
الحمراء" التي يمنع على المدنيين دخولها أو المكوث فيها، وأضافت أن الخرائط المحدثة
للجيش الإسرائيلي نفسه أشارت إلى هذه المواقع باعتبارها "مناطق خطيرة".
وذكرت هآرتس أن المساحات
التي خصصها الجيش لا تتجاوز سبعة كيلومترات مربعة فقط، وهي أصغر بكثير من احتياجات
نحو مليون نازح متوقع من غزة ومحيطها، وهو ما يعني – بحسب تقديرات الأمم المتحدة –
أن نصيب الفرد سيكون سبعة أمتار فقط تشمل السكن والخدمات والبنية التحتية، الأمر الذي
ينذر بكارثة إنسانية.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت الصحيفة إلى
أن الصور الجوية كشفت أن كثيرا من تلك المناطق غير صالحة للإقامة، إذ إنها مغطاة بالكثبان
الرملية أو غمرتها مياه الأمطار، بينما تنتشر في أخرى خيام للنازحين أصلا، ونقلت عن
رئيس بلدية دير البلح نزار عياش قوله: "لا يوجد مكان واحد يمكنه استيعاب خيام
جديدة، والوضع يبشر بكارثة".
وأضافت الصحيفة أن
شهادات من سكان غزة أظهرت حجم الصعوبات المالية واللوجستية أمام النزوح، حيث تصل تكلفة
الانتقال من المدينة إلى الجنوب إلى نحو 12.500 شيكل (ما يعادل 3.750 دولار) للعائلة،
تشمل المواصلات والخيام والخدمات الأساسية.
ونقلت عن سيدة تدعى
مشيرة توفيق قولها: "لا أستطيع تخيل عائلة قادرة على دفع هذا المبلغ، وأحيانا
نفضل النوم بين الأنقاض على النزوح"، مؤكدة أن كثيرا من السكان يعيشون مأساة مضاعفة
بين خطر القصف واستحالة النزوح.
وختمت هآرتس تقريرها
بالإشارة إلى تحذيرات مساعد الأمين العام للأمم المتحدة راميز أكبروف أمام مجلس الأمن،
حين قال إن سكان غزة "يقفون أمام تصعيد قاتل آخر"، وإن أي عملية إخلاء شاملة
ستؤدي إلى "تداعيات كارثية" على المدنيين العاجزين عن تحمل نزوح جديد.