اعتمد
مجلس الأمن الدولي،
الخميس، بالإجماع قرارا يقضي بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في
لبنان (
اليونيفيل)
حتى نهاية عام 2026، على أن تبدأ بعدها القوة انسحابا تدريجيا ومنظما من الجنوب اللبناني
يستمر لمدة عام كامل.
ويهدف وجود قوة
"اليونيفيل"، التي تأسست عام 1978 عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، عمل دوريات
على طول الحدود الجنوبية، المعروفة بـ"الخط الأزرق"، بهدف منع التصعيد وحفظ
الاستقرار في المنطقة التي طالما شهدت توترات
عسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي و"
حزب الله". ويبلغ قوام القوة حالياً نحو
10,800 عنصر عسكري ومدني.
وبحسب نص القرار الأممي،
فإن الهدف من إنهاء مهمة اليونيفيل هو تمكين الدولة اللبنانية من أن تكون "الموفر
الوحيد للأمن" في جنوب البلاد، مع سحب عناصر البعثة من شمال الخط الأزرق.
وينص القرار على أن
تواصل اليونيفيل خلال فترة انسحابها، الممتدة حتى نهاية 2027، مهامها الأساسية في توفير
الحماية للعاملين الدوليين، مراقبة الوضع الميداني، والمساهمة في حماية المدنيين وضمان
وصول المساعدات الإنسانية.
اظهار أخبار متعلقة
وكانت الولايات المتحدة
والاحتلال الإسرائيلي من الداعمين لتقليص ولاية اليونيفيل، إذ طالبت واشنطن في البداية
بإنهاء المهمة خلال ستة أشهر فقط، معتبرة أن وجودها لم يحقق الغاية المرجوة، خاصة فيما
يتعلق بتقليص نفوذ "حزب الله".
في المقابل، عارضت
دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا أي انسحاب سريع، محذرة من أن مغادرة القوات الدولية
قبل أن يصبح الجيش اللبناني قادراً على ضبط الحدود سيخلق فراغاً أمنياً خطيراً قد يستفيد
منه "حزب الله".
لبنان ترحب
بالقرار
ومن جانبه رحب رئيس
الوزراء اللبناني نواف سلام بالقرار، معتبرا أنه يضمن للبنان "فترة انتقالية ضرورية
لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتجنب أي فراغ أمني".
وقال سلام: "أرحب
بقرار مجلس الأمن الذي مدد ولاية اليونيفيل حتى 31 كانون الأول 2026، وأشكر جميع الدول
الأعضاء على انخراطهم الإيجابي في المفاوضات، وأخص بالشكر حامل القلم فرنسا، على جهودها
البناءة لتأمين التوافق حوله، وكذلك جميع الدول الصديقة في هذا المجلس التي أبدت تفهمها
لمشاغل لبنان".
وأضاف: "إن قرار
التجديد هذا هو لمدة عام وأربعة أشهر، على أن تبدأ بعده عملية انسحاب تدريجي وآمن اعتبارا
من نهاية عام 2026 وعلى مدى سنة واحدة".
كما يطلب القرار من
الأمين العام أن ينظر في الخيارات المتاحة لمستقبل تنفيذ القرار 1701 بعد انسحاب اليونيفيل،
بما في ذلك سبل المساعدة فيما يتعلق بالأمن ومراقبة الخط الأزرق.
من ناحية أخرى، اعتبر
سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون أن إنهاء مهمة اليونيفيل
"خبر جيد"، مضيفاً أن "إسرائيل" ترى في الخطوة "تصحيحا لمسار طويل لم
يكن فعالا في كبح أنشطة حزب الله".