سياسة دولية

وساطة سعودية قطرية تنهي التوتر بين أفغانستان وباكستان

باكستان ألمحت إلى تورط أفغانستان بدعم "طالبان باكستان"- جيتي
باكستان ألمحت إلى تورط أفغانستان بدعم "طالبان باكستان"- جيتي
أعلن متحدث باسم الحكومة الأفغانية الأحد، وقف الاشتباكات مع الجانب الباكستاني على الحدود بين البلدين بعد وساطة قطرية سعودية.

ونقلت وسائل إعلام عن متحدث باسم الحكومة الأفغانية قوله إنه استجابة لجهود من الوسطاء السعوديين، والقطريين، جرى وقف إطلاق النار الذي اندلع خلال الساعات الماضية على الحدود.

وكان قادة في حكومة "طالبان" أعلنوا في وقت متأخر من مساء الأحد وقف الاشتباكات بعد "تحقيق أهدافها". فيما أعلنت السعودية وقطر، مساء السبت، في بيانين منفصلين، عن قلقهما إزاء التوترات والاشتباكات التي تشهدها المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.

وتشترك الدولتان في حدود يبلغ طولها 2640 كيلومترا، وتضم عدة معابر تشكّل عنصرا محوريا في التجارة الإقليمية والعلاقات بين الشعوب على جانبي الحدود.

وصباح الأحد، أعلن ملا حمدالله فطرت، نائب المتحدث باسم الإمارة الإسلامية في أفغانستان، أن الوضع الأمني على طول الحدود تحت سيطرة كاملة، وأن قوات الدفاع تعمل على تشديد التغطية العملياتية لمنع الأنشطة غير القانونية.

وجاءت تصريحات فطرت في كلمة رسمية تضمنت كذلك عرضًا لتقييم عام للوضع الأمني وحدد فيها تحرّكات وصفها بـ"الفتنة والفساد" قرب الخط الحدودي، محمِّلاً جهات داخلية وخارجية مسؤولية محاولات زعزعة الاستقرار.

واتهم نائب المتحدث "دائرة خاصة" داخل الجيش الباكستاني بالمسؤولية عن سلسلة أعمال تخريبية تستهدف إثارة القلاقل ضد أفغانستان. وقال إن هذه الدائرة لا تمثّل، بحسب معلوماته، غالبية العسكريين أو الساسة أو العلماء أو السكان المتدينين في باكستان، واصفًا تصرفات تلك الدائرة بأنها "استبدادية" ومصادرة لجهود الحلول المنطقية لحل القضايا الأمنية بين البلدين.

والخميس الماضي، سمع دوي انفجار في العاصمة الأفغانية كابل، وتحدثت تقارير حينها عن غارة جوية نفذتها طائرات حربية باكستانية استهدفت منطقة مارغا، في ولاية باكتيا، جنوب كابل، والحدودية مع باكستان.

وفي أعقاب ذلك، حمّلت السلطات الأفغانية باكستان المسؤولية عن الانفجارات التي وقعت في كل من مارغا وكابل. والجمعة، أعلنت حركة طالبان باكستان، مسؤوليتها عن هجمات متزامنة استهدفت قوات الأمن في إقليم خيبر بختونخوا الحدودي مع أفغانستان، وأسفرت عن مقتل 23 شخصا، بينهم 20 عنصرا أمنيا و3 مدنيين.

وتقول إسلام آباد إن مسلحي حركة طالبان باكستان ينفذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابل.

وبعد نفى الجيش الباكستاني تنفيذ ضربات جوية على كابول، أشار المتحدث باسمه إلى أن العمليات الأمنية داخل باكستان تأتي "لحماية أمنها القومي من التنظيمات الإرهابية القادمة من الأراضي الأفغانية".

واتهم المتحدث باسم الجيش، اللواء أحمد شريف شودري، الهند باستخدام الأراضي الأفغانية "كقاعدة عمليات ضد باكستان"، كما اتهم عناصر أفغاناً بالمشاركة في أنشطة معادية للأمن داخل البلاد.

وقال شودري في مؤتمر صحفي بولاية خيبر بختونخوا إن بلاده "دفعت ثمناً باهظاً للإرهاب"، مشيراً إلى تنفيذ أكثر من 10 آلاف عملية أمنية خلال 2025 حتى منتصف أيلول/سبتمبر، قُتل فيها 970 مسلحاً، بينهم 58 أفغانياً، فيما خسر الجيش والشرطة مئات القتلى.

وأضاف أن "التساهل مع الإرهابيين أو مَن يؤويهم ليس سياسة الدولة، وأن مؤسساتنا ستواصل ما يلزم لحماية أرواح المواطنين ووحدة أراضينا".

وأشار المتحدث إلى أن إسلام آباد تتعاون مع السعودية والإمارات وتركيا والصين والولايات المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، محذراً من أن "الخطر القادم من الجماعات المسلحة لا يهدد باكستان وحدها، بل الاستقرار الإقليمي والدولي أيضاً". كما طالب طالبان بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد باكستان.
التعليقات (0)