سياسة دولية

الخليج يتأهب | إجراءات احترازية وخطط طوارئ خوفا من توسع الحرب (شاهد)

تحوي منطقة الخليج العديد من القواعد العسكرية الأمريكية - جيتي
تحوي منطقة الخليج العديد من القواعد العسكرية الأمريكية - جيتي
في تطور غير مسبوق في سياق التصعيد المتواصل بين طهران من جهة وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى، أعلنت إيران مساء الاثنين تنفيذ عملية عسكرية استهدفت قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في قطر، وذلك رداً على الهجمات التي شنتها القوات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية، فيما تشهد الخليج القريبة من إيران إجراءات احترازية، خوفا من توسع الصراع.

وأُطلق على العملية الإيرانية ضد مصالح واشنطن في المنطقة اسم "بشائر النصر"، التي تزامنت مع هجمات أخرى استهدفت قواعد أمريكية في العراق، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام رسمية إيرانية.

وأوضح الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي أن العملية جاءت ردًا على "العدوان الأمريكي على المنشآت النووية"، مؤكداً أن الضربة ضد قاعدة العديد كانت "مدمّرة". 
 
وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية القطرية نجحت في اعتراض الصواريخ التي أُطلقت باتجاه قاعدة العديد.

 

اظهار أخبار متعلقة


استعدادات خليجية ومخاوف من توسع النزاع
ومع تصاعد الصراع٬ اتخذت البحرين والكويت إجراءات احترازية تحسباً لامتداد الصراع إلى أراضيهما، حيث تستضيف كلا الدولتين قواعد أمريكية. 

وأعلنت السلطات البحرينية تفعيل خطط العمل عن بُعد في الوزارات بنسبة 70%، عدا القطاعات الحساسة. كما دعت وزارة الداخلية البحرينية المواطنين والمقيمين إلى تجنّب إشغال الطرق إلا للضرورة.

وفي الكويت، أعلنت وزارة المالية تجهيز ملاجئ داخل مجمع الوزارات تحسّباً لأي طارئ، فيما شهدت الأسواق موجة إقبال كثيف على شراء المياه المعبأة، ما دفع وزارات التجارة والشؤون والصناعة إلى إصدار تطمينات بشأن توفر مخزون كافٍ من المواد الأساسية، داعية المواطنين إلى عدم الانجرار وراء موجات الهلع.


وجاء الهجوم الإيراني بعد يوم من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية وصفت بـ"النوعية" على ثلاث منشآت نووية إيرانية تقع في مناطق فوردو ونطنز وأصفهان. 

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان رسمي إيران بالمزيد من "الضربات المدمرة" إذا لم تستجب لمبادرات السلام الأمريكية.

وكانت طهران قد حذّرت واشنطن سابقاً من أنها سترد بقوة على أي استهداف مباشر، معتبرة أن قواعد ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة ستكون أهدافاً مشروعة لأي رد إيراني.

تطمينات إشعاعية من الخليج
وفي ظل استهداف منشآت نووية إيرانية، أبدت عدة دول خليجية تخوفها من تداعيات بيئية وإشعاعية محتملة. إذ أعلنت هيئة الرقابة النووية في السعودية، والحرس الوطني الكويتي، أن الرصد الإشعاعي في المنطقة لم يسجّل أي ارتفاعات غير طبيعية، مؤكدة سلامة الأجواء والمياه الإقليمية. 

وشاركت الإمارات عبر هيئتها الاتحادية للرقابة النووية في التأكيد على أن لا تهديد إشعاعياً حالياً داخل أراضيها، مع متابعة الوضع عن كثب.

وكانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قد نفت بدورها وقوع أي تسرب إشعاعي، مشددة على أن المنشآت المستهدفة آمنة وأن السكان في المناطق المحيطة بها غير مهددين في الوقت الراهن.



اظهار أخبار متعلقة


مجلس التعاون الخليجي يعرب عن قلقه 
وعلى الصعيد الدبلوماسي، عبر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي عن قلق دولهم الشديد من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، خلال اجتماع رسمي عُقد في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا مع مديرها العام رافاييل غروسي.

وأكد السفراء في بيان مشترك على "ضرورة ضمان أعلى مستويات الجاهزية والتدابير الوقائية" في ظل قرب بعض المنشآت النووية من حدود الدول الخليجية. 

كما حذروا من "الآثار الخطيرة التي قد تترتب على أي تسرب إشعاعي محتمل، سواء على المستوى البيئي أو الإنساني".

وشدد البيان على أهمية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ضمان التزام الدول باتفاقيات الأمان النووي، محذرين من أن أي استهداف للمنشآت النووية يُعد خرقاً واضحاً للقانون الدولي والإنساني.


ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 13 حزيران/يونيو الجاري شن حرب مفتوحة على إيران، استهدفت خلالها مواقع عسكرية ومدنية ومنشآت نووية، إلى جانب اغتيال قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني وعلماء في المجال النووي. 

وجاءت الضربات الأمريكية الأخيرة لتؤكد دخول الصراع مرحلة جديدة من التدويل، ما دفع طهران إلى الرد بتوسيع نطاق المواجهة ليشمل القواعد الأمريكية في دول الجوار.

وفي خطاب متلفز، توعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي بأن رد إيران "سيكون حاسمًا وقاطعًا"، مشيرًا إلى أن المعركة لم تعد محصورة في الداخل الإسرائيلي بل باتت تشمل "كل من يشارك في العدوان على إيران".

في ظل هذه التطورات، يبقى الخليج على صفيح ساخن، فيما تتعاظم المخاوف من أن يتحول النزاع إلى مواجهة إقليمية شاملة، تطال آثارها الإنسانية والبيئية والاقتصادية عموم المنطقة.
التعليقات (0)

خبر عاجل