صحافة دولية

وثيقة مسربة: أوجلان يرفض الاصطفاف مع تل أبيب.. "لن نكون غزة جديدة"

وثيقة مسربة تكشف: أوجلان يرفض التحالف مع الاحتلال الإسرائيلي- إكس
كشفت وثيقة مسربة، اطلع عليها موقع "ميدل إيست آي"، عن موقف حاسم للزعيم الكردي المتهم بالإرهاب والمعتقل في تركيا، عبد الله أوجلان، يرفض فيه أي محاولة إسرائيلية لتوظيف القضية الكردية في إطار الهيمنة الإقليمية، معرباً عن قلقه مما وصفه بـ"غزة جديدة" تمتد من السليمانية إلى عفرين.

الوثيقة، التي توثق محضر اجتماع بين أوجلان ووفد من "حزب اليسار الديمقراطي الكردي" (Dem Party) في 21 نيسان/ أبريل  الماضي، تسلط الضوء على ما وصفه الزعيم الكردي بمحاولة مستمرة من الاحتلال الإسرائيلي، منذ ثلاثة عقود، لـ"استمالة الأكراد عبر وعود بدولة"، معتبراً أن "من يكسب الأكراد يكسب الشرق الأوسط".

أوجلان يحذّر من "غزة إقليمية"
وحذّر أوجلان، الذي خاض صراعاً مسلحاً ضد الدولة التركية على مدى أربعة عقود عبر حزب العمال الكردستاني الإرهابي (PKK)، خلال الاجتماع من أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل وفق "خطة من خمس مراحل" لإعادة تشكيل المنطقة، وقال: "غزة، لبنان، وسوريا انتهت. لم يتبقَ سوى إيران وتركيا". 

وأضاف: "إسرائيل أعدت الأرضية لتحويل المناطق الكردية إلى غزة جديدة، وهذا ما يجب أن نمنعه".

واعتبر الزعيم الكردي، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في جزيرة إيمرالي منذ عام 1999، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستغلال الأكراد عبر إعلامها ووعدهم بالاستقلال، مشدداً على أنه الجهة الوحيدة القادرة على منع انزلاق الفصائل الكردية، خصوصاً "قوات سوريا الديمقراطية" (SDF)، إلى خدمة أجندات إسرائيل أو إيران.

علاقات معقدة وتاريخ طويل
كما أعاد أوجلان التذكير بعلاقاته السابقة مع فصائل فلسطينية يسارية خلال وجوده في سهل البقاع اللبناني في ثمانينيات القرن الماضي، كاشفاً عن مراسلات تعود إلى عام 1982 مع وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك يتسحاق شامير، قال فيها إن إسرائيل دعته لمغادرة دمشق، وعرضت عليه "كل ما يريد"، متهمة إياه بـ"تهديد أمنها".

الوثيقة تطرّقت أيضاً إلى اتصالات جرت مع جهاز "الموساد" عندما كان أوجلان في موسكو عام 1998، في محاولة لاحتوائه أو دفعه بعيداً عن مسارات تتقاطع مع السياسة الإسرائيلية في المنطقة.

تدهورت العلاقة بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحرب الأخيرة في غزة. ورغم التحالف العسكري الوثيق بين البلدين في تسعينيات القرن الماضي، فإن أنقرة اتهمت تل أبيب مراراً بـ"تغذية النزعة الانفصالية الكردية"، لاسيما في سوريا.

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي السابق جدعون ساعر إلى تعزيز العلاقات مع "الأكراد والأقليات الطبيعية في المنطقة"، في إشارة إلى فصائل كردية سورية ترتبط بحزب العمال الكردستاني. 

وتزامنت هذه التصريحات مع تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية عن لقاءات بين تل أبيب و"قسد"، المدعومة أمريكياً.

وأفادت تقارير بأن الاحتلال الإسرائيلي وضع خطة لتقسيم سوريا إلى أربع مناطق نفوذ، تشمل كيانات درزية وكردية، في محاولة لإبقاء البلاد ضعيفة ومجزأة، وهي خطة أثارت حفيظة أنقرة التي ترفض قيام أي كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية.

نحو تفكيك "العمال الكردستاني"؟
في شباط/ فبراير الماضي، دعا أوجلان حزب العمال الكردستاني إلى حلّ نفسه وإنهاء الكفاح المسلح. وأعلنت قيادة الحزب، عقب مؤتمر عقدته في أيار/ مايو الماضي، استعدادها للخطوة، غير أن الحكومة التركية لم ترصد بعد مؤشرات فعلية على تنفيذ القرار.

ويبدو أن أوجلان ينظر إلى هذه التحولات في ضوء قراءة استراتيجية أوسع، إذ قال خلال الاجتماع: "تركيا تدخل عملية ديمقراطية كبرى. من لا يرى أن الميزة الاستراتيجية تنتقل إلى أنقرة، فهو أحمق. فهل سنهدي هذه الميزة لإسرائيل؟".