صحافة إسرائيلية

ضابط كبير سابق بجيش الاحتلال: بن غفير وسموتريتش لا يدركان ما نواجهه بغزة

مقاتل من القسام بعد إجهازه على أحد جنود الاحتلال بخانيونس- إعلام القسام
بعد 648 يوما من الحرب و853 قتيلا، تسعى حكومة الاحتلال لسن قانون يعفي الحريديم من الخدمة في صفوف الجيش، وفيما يطالب 75 بالمئة من المستوطنين، بالإفراج عن الأسرى.

أفرايم غانور النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في قسم التخطيط بجيش الاحتلال، والباحث في الشئون الأمنية، ذكر أنه "بينما دماء الجنود تسفك في قطاع غزة، وتصرخ في وجه الحكومة: كفى، كفى، إلى متى؟، تحركت يد ملعونة وقاسية في الكنيست لتعديل وتحسين قانون التهرب من الخدمة العسكرية للمتدينين المتشددين، بما يرضي الحاخامات، وضمان سلامة الائتلاف، وبقاء الحكومة، وأمام كل هذا وقف جمهور صامت، صامت، وكأن الأمر مرسوم من السماء لا يمكن السيطرة عليه".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "صرخات عائلات الجنود القتلى وأيتامهم وجرحاهم، ممن تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم، لم تعد تمسّ القلوب، ولم تعد تخترقها، ولم يعد أحد يسمع أصواتهم في أنحاء الدولة المنقسمة والممزقة، والتي أصبحت غامضة، تديرها حكومة منفصلة عن الجمهور والواقع، وفقاً لأهواء وزراء وهميين يتحدثون بالشعارات، ويقدمون وعوداً فارغة، وكل همهم هو البقاء على قيد الحياة، حكومة نجحت خلال عامين ونصف في تدهور الدولة لواقع مرير سيستغرق التعافي منه سنوات عديدة".

وأوضح أننا "اليوم 16 يوليو، بعد 648 يومًا من حرب السيوف الحديدية، الحرب الأطول والأكثر لعنة في تاريخ الدولة، وحتى كتابة هذه السطور، أسفرت عن مقتل 853 جنديًا ومستوطناً، وإصابة 5300 آخرين، ولا تشمل هذه الأرقام الجنود الذين ينتحرون، ومن أصيبوا بأضرار نفسية بسبب الحرب التي لا نهاية لها في الأفق، وإلى أين تقود، فيما مفاوضات إطلاق سراح الرهائن تنتهي مراراً وتكراراً بالفشل، وبإلقاء اللوم على حماس".


وأشار إلى أن "كل هذا يحدث في الوقت الذي يطالب فيه 75 بالمئة من الجمهور بقوة بإطلاق سراح الرهائن، حتى لو كان هذا يعني إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش من قطاع غزة، فيما تواصل الحكومة تعتيمها وتقاعسها، وتبدي انشغالها أكثر بانسحاب الحريديم من الحكومة احتجاجا على عدم سن قانون يعفي عناصرهم من الانخراط في الجيش، مما يجعلنا أمام عرض حقير من قبلهم".

وأكد أن "نتنياهو يعلم أنهم سيعودون للحكومة عند أول فرصة، وهذه المرة أيضا سيفعل كل شيء لإرضائهم، سيتم تعديل القانون لهم حسب طلب الحاخامات، وإلغاء الأوامر التي أرسلت لهم، والعثور على الأموال لمكافأتهم فوق وتحت الطاولة، ومن ثم فإن التجنيد الفعلي للحريديم في الجيش مع هذه الحكومة لن يحدث إلا عندما يأتي المسيح، لأن الجميع يعلم أن هذا لن يحدث".

وأضاف أن "شهري أغسطس ونوفمبر من أشهر التجنيد الأكبر في الجيش، وسيرافق عشرات الآلاف من الآباء أطفالهم لمراكز التجنيد في هذه الأشهر بقلق وقلق كبيرين، خاصة أثناء الحرب، عندما تصل إعلانات وقوع القتلى المرعبة كل يوم من غزة، لكن الأمر الأكثر إثارة للرعب والقلق هنا هو سلوك هذه الحكومة الخبيثة في كل ما يتعلق باليوم التالي".

وأشار إلى أن "الجيش، بفرقه الخمسة داخل القطاع، يقدم تقاريره بوضوح للحكومة: لقد قمنا بدورنا، والآن هو الوقت المناسب للعمل السياسي، والتوصل لتسوية، وإعادة المختطفين، والتوصل لحلّ صحيح وفعال لتقديم المساعدات الإنسانية لنحو مليوني غزي".

وأكد أنه "عندما يكون رد الحكومة على الجيش هو "الاستمرار في القتال، فإن هذا أمر مثير للقلق بالتأكيد، وإلا فكيف يمكن لوزيرين، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أن يحددا أجندة الأمن في الدولة من خلال الضغط المستمر والتهديدات على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

وختم بالقول أن "هذين الاثنين لديهما ماضٍ مشكوك فيه، ولم يريا أو يشعرا قط بماهية الحرب، لا يعرفان الوضع الدقيق في غزة، ولا يدركان المخاطر التي تهدد الجيش الذي يتعرض لعمليات حرب عصابات هناك في أي لحظة، مما يستدعي من الآن فصاعدًا، أن تعرف كل أم يهودية أنها سلّمت مصير أبنائها الجنود على مذبح بقاء هذه الحكومة الوهمية".