صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: بمكالمة واحدة مع نتنياهو يستطيع ترامب إنهاء حرب غزة "لكنه لا يفعل"

المركز الأطلسي للدراسات: ترامب قادر على إنهاء الحرب بغزة لكنه لا يفعل - جيتي
في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأمريكية تطويق ما حصل من عدوان إسرائيلي في الدوحة خلال محاولة فاشلة لاغتيال قادة حماس، فإن الرئيس الأمريكي يواصل إصدار وعوده لإنهاء الحرب في غزة، لكنه يصطدم بجدار الواقع الاسرائيلي، ورغم ذلك، فإن بإمكانه وقف إطلاق النار بمكالمة هاتفية واحدة باتجاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

آراد نير، محرر الشئون الدولية في القناة 12، ذكر أنه "بعد ساعات قليلة من وقوع القنابل التي أطلقتها طائرات سلاح الجو على قلب الدوحة، عاصمة قطر، وسيطرت على الخطاب الدولي، الذي تناول الهجوم غير المسبوق الذي شنه الاحتلال، أفادت التقارير بتعليق حركة الملاحة الجوية في مطار وارسو الدولي، عاصمة بولندا، وفي ثلاثة مطارات أخرى فيها، والسبب اقتحام غير مسبوق لمجموعة من الطائرات الروسية المُسيّرة للمجال الجوي للدولة الواقعة في أوروبا الشرقية".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بينما تدرس قطر كيف تمكن الاحتلال من اختراق أنظمة الدفاع الجوي، وكما يليق بالإمارة التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، تخضع لسيطرة الولايات المتحدة، فقد نشرت بولندا أنظمة دفاع جوي متكاملة مع أنظمة حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، الذي انضمت إليه بولندا منذ عام 1999".

وأوضح أن "كلتا الحربين: أوكرانيا وغزة، تشارك فيهما الولايات المتحدة بشدة، رغم أن جنودها لم يشاركوا فيهما بالفعل، ويدعي الرئيس دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا أن هذه الحروب لم تكن لتندلع على الإطلاق لو بقي في البيت الأبيض، ولم يكن جو بايدن رئيسًا، لأنه خلال الحملة الانتخابية، وعد مرارًا وتكرارًا بأنه سينهي الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة من عودته للمنصب الذي أجبر على مغادرته، كما وعد بإنهاء الحرب في غزة بسرعة، فهو ليس أول رئيس أمريكي يعد بإنهاء الحروب، لكنه يصطدم بجدار الواقع".

رؤساء لا يفون بوعودهم
وأشار أن "الرئيس ريتشارد نيكسون وعد في عام 1968، أنه إذا تم انتخابه، فسيُنهي حرب فيتنام، لكنها انتهت بعد سبع سنوات، ورغم هذا حاز على جائزة نوبل لدوره بالتوصل لاتفاقية باريس، التي وُقّعت قبل عامين من انتهاء الحرب، فيما وعد المرشح باراك أوباما بامتلاكه خطة لإنهاء الحرب في العراق، وحصل على جائزة نوبل للسلام، واضطر لمواصلة سياسة سلفه جورج بوش حتى إعلان نهاية الحرب بعد عامين".

وأوضح أن "أسلاف ترامب في البيت الأبيض اعتمدوا سياسةً قائمةً على خبراء ومستشارين ذوي خبرة، أما هو فيعتمد على غرائزه التجارية، واتضح له أن الواقع أكثر تعقيدًا بالنسبة له أيضًا"، وأضاف أنه "وفقًا للوضع الحالي، سيتعين عليه الانتظار بطموحه الظاهر ليُدعى إلى أوسلو لتسلم جائزة نوبل للسلام، أو إعادة النظر في مساره، وبعد علمه بالهجوم في قطر، أكد أنه غير راضٍ إطلاقًا عن العدوان الإسرائيلي، وقال بطريقته المعهودة إنني لست متحمسًا لها، ولست سعيدًا بالوضع برمته، لأنه وضع غير جيد، وكانت الرسائل العلنية التي وجهتها الدوحة إلى واشنطن قاسية".

وأكد أن "البعض يرى أن هذا تحرك مدروس من الرئيس الأمريكي يهدف لتقليل الإحراج، والحفاظ على كرامة دولة مهمة، حليفة مهمة للولايات المتحدة، وشريك تجاري مهم على الصعيدين الوطني والشخصي والعائلي، وسيضيف آخرون أن مستوى التنسيق بين تل أبيب وواشنطن في عهد ترامب يجعل من المستحيل على سلاح الجو مهاجمة الدوحة، القريبة جدًا من القاعدة الأمريكية، دون إخطار الإدارة مسبقًا، بل، وموافقتها من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ".

ضوء أخضر أمريكي
وأضاف أن "هذا هو الفرق بين حرب غزة، والحرب الأخرى التي وعد ترامب بإنهائها، حرب روسيا في أوكرانيا، فرغم اتصالاته الهاتفية المتكررة مع فلاديمير بوتين، إلا أن الأخير يُواجهه باستمرار بحقائق مُحرجة جديدة، وهكذا يستطيع مواصلة الحرب بدون ترامب، أما نتنياهو فلا، لأنه إذا حاول الاحتلال القضاء على قادة حماس في قطر نفسها دون ضوء أخضر منه، فإن الطريقة الوحيدة التي يُمكن له من خلالها إنقاذ سمعة الولايات المتحدة في المنطقة، وربما في العالم أجمع، هي إنهاء هذه الحرب المروعة فورًا".

يمكن القول إن تقاعس ترامب عن العمل على وقف العدوان الجاري على غزة سيكون اعترافًا بأنه أعطى الضوء الأخضر للهجوم الإسرائيلي على حماس داخل الأراضي القطرية، رغم أنه يستطيع إنهاء هذه الحرب الآن في أقل من 24 ساعة، بمكالمة هاتفية واحدة مع نتنياهو.