أعاد الظهور الأخير
لوزير التعليم العالي
المغربي السابق، عبد اللطيف ميراوي، إلى واجهة النقاش العام في
المغرب بعد أن أعلن عبر حسابه على منصة "لينكد إن" استئناف عمله أستاذًا
للتعليم العالي بجامعة التكنولوجيات في بلفور مونبليار الفرنسية.
ونشر الوزير السابق
صورة له داخل قاعة محاضرات محاطا بالطلبة، مرفقا إياها بتعليق قصير قال فيه:
"عودة إلى قاعات المحاضرات والفصول الدراسية".
ورغم أن عودة مسؤول
حكومي سابق إلى التدريس تبدو خطوة طبيعية، إلا أن حالة ميراوي اتخذت بعدا خاصا، إذ
كان من أبرز الأصوات التي حذرت مرارا من "نزيف هجرة الكفاءات المغربية" إلى
الخارج، بل اتخذ قرارات مثيرة للجدل ضد طلبة الطب الراغبين في
الهجرة، وهو ما فجر احتجاجات
واسعة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، رافقها إضراب استمر لشهور خلال عامي
2023 و2024.
وسرعان ما أثارت صور
ميراوي موجة واسعة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن
الوزير الذي حارب هجرة الأدمغة المغربية وجد نفسه أول من يعود إلى أوروبا بمجرد مغادرته
المنصب الوزاري.
الإعلام المحلي أعاد
التذكير كذلك بملفات ظلت تلاحق الوزير السابق، بينها ما وصف قبل سنوات بـ"الفضيحة"،
حين كشفت تقارير صحفية أنه كان يشغل منصبين متوازيين: رئيس جامعة مغربية وأستاذًا متعاقدًا
في جامعة فرنسية، كما استحضر تاريخه الأكاديمي الممتد بين المغرب وفرنسا، حيث درس ودرّس
لسنوات طويلة في جامعات فرنسية، إلى جانب رئاسته لاحقًا لجامعة القاضي عياض بمراكش.
في المقابل، دافع بعض
المعلقين عن خياره بالعودة إلى التدريس في فرنسا، معتبرين أن المقارنة بينه وبين الأطباء
المغاربة غير منصفة، إذ إن سوق التدريس الجامعي لا يعاني خصاصًا مثل قطاع الصحة. بينما
رأى آخرون أن النقاش الحقيقي ينبغي أن يتركز على تحسين ظروف العمل والبحث العلمي داخل
المغرب لتفادي هجرة الكفاءات.
الجدل سرعان ما انتقل
إلى الساحة السياسية، حيث علّق عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية
المعارض، ساخرًا: "ها هو قد عاد إلى فرنسا، إلى أمه فرنسا".