هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في زمن تتقاطع فيه النكبة والمقاومة، ويُراد للأمة أن تُختصر في صفقات أو شعارات جوفاء، تبرز غزة باعتبارها آخر حصون الكرامة ومعيار الوجود الجمعي العربي والإسلامي، لا بوصفها جغرافيا محاصرة، بل باعتبارها بوابة التاريخ والمستقبل معًا. ومن خلال كتابات المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، التي مزجت التحليل الأكاديمي بالشهادة الإنسانية، نُلقي الضوء على المعنى العميق لغزة: لماذا تُستهدف؟ ولماذا تشكّل مفتاحًا لمصير المنطقة؟ ولماذا تصبح، في لحظة تاريخية فارقة، مختبرًا حيًّا لما ستكون عليه الأمة: إمّا أن تنهض أو تتلاشى؟
اتهم مسؤولون أمميون وخبراء قانونيون إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب في قطاع غزة، واصفين ما يجري بـ "الإبادة الجماعية الممنهجة"، وسط تواطؤ دولي وصمت مريب من المؤسسات القانونية والسياسية العالمية.
وقائع تاريخ بيت المقدس تثبت وجود صلات عميقة بين المغاربة والمسجد الأقصى سواء في التاريخ العام الذي يهم فلسطين والقدس والخليل، أو في التاريخ الخاص الذي يستعرض الأوقاف أو المدارس التعليمية أو الأبنية في القدس، وتحتفظ حارة المغاربة وباب المغاربة برمزية تاريخية كبيرة، تشهد على دور المغاربة في تعمير بين المقدس والدفاع عنه.
إن اللغة الوحيدة المكتوبة في بلاد المغرب الإسلامي البلاد الإفريقية الإسلامية المجاورة هي العربية التي تبناها السكان الموجودون في هذه المنطقة عبر القرون ممن كانوا تحت الاحتلال الروماني مثل بلاد المشرق الإسلامي في مصر والشام وبلاد الرافدين بدولها الحالية الناطقة بالعربية، كذلك إلى عهد الاحتلال الفرنسي للبلاد المغربية والاحتلال الأنجليزي للبلاد المشرقية حتى الحرب العالمية الأولى التي انتهت بإلغاء الخلافة الإسلامية وتفتيت دولها الوطنية بمخطط (سايس ـ بيكو) المدمر لوحدة الأمة، لتبدأ محاربة اللغة العربية بطرق مباشرة وملتوية مثلما كانت في الجزائر قبل ذلك ثم لحقتها كل من تونس والمغرب اللتين وضعتا تحت الحماية الفرنسية..
رغم تعدد المحطات الانتخابية في موريتانيا منذ إقرار دستور 1991، ورغم تعديلات النظام الانتخابي التي مسّت الشكل دون المضمون، لا تزال الديمقراطية الموريتانية تراوح مكانها، محكومة بمنطق الهيمنة السياسية وضعف التمثيل الشامل. في كتابه "الأنظمة الانتخابية في موريتانيا في ظل دستور 1991"، يستعرض شيخنا محمدي الفقيه ـ من موقعه كممارس وباحث مختص ـ آليات الاقتراع الرئاسي والبرلماني والمحلي، كاشفًا عن أعطاب بنيوية تعيق التحول الديمقراطي، من تغوّل الحزب الحاكم، إلى تهميش الشباب والنساء، وانحباس التداول السلمي للسلطة. فالانتخابات الموريتانية، وإن التزمت بالشكل، لا تزال ـ في جوهرها ـ أداة لإعادة إنتاج النظام أكثر من كونها وسيلة لتجديده.
في زمنٍ تُحاصر فيه غزة حتى الجوع، ويُقتل الإنسان بلا ضجيج، لا يعود الصمت مجرّد حياد، بل فعل تواطؤ مكتمل الأركان؛ إذ كيف صار القتل نظامًا، والمأساة روتينًا، والضحايا "تفاصيل جانبية"؟ إنها البُنى التي راكمها التاريخ السياسي العربي، حين لبست السلطة لبوس القداسة، فشوّهت جوهر الدين الذي جاء لتحرير الإنسان، لا تدجينه، وحرّفت رسالته إلى خطاب طاعة يخدم المستبدّ. هنا تتجلّى راهنية مشروع هشام جعيّط، الذي لم يكن معنيًا بإعادة قراءة الماضي فحسب، بل بتفكيك هذا التداخل الخطير بين السلطة والرمز، بين الحاكم والنص، بين السيف والمنبر، في محاولة لتحرير العقل العربي من الإرث الذي كبّله، ومن الاستبداد الذي لا يزال يُعيد إنتاج نفسه تحت عباءات شتى.
في قلب العاصمة الكورية سيول، حيث تلتقي التكنولوجيا المتقدمة بروح الانتماء العميق، اكتشفتُ أن سر النهضة الكورية لا يكمن فقط في المؤشرات الاقتصادية أو البنية التحتية المبهرة، بل في العمق الثقافي والسياسات اللغوية الواعية التي جعلت من اللغة الكورية وعاءً للمعرفة ومن الثقافة نمطًا للحياة. خلال مشاركتي في أكبر مؤتمر دولي للعلوم السياسية، لم أكن أمام تجربة سياسية وأكاديمية فحسب، بل أمام نموذج حضاري يستحق التأمل، حيث تحوّلت اللغة والثقافة إلى أدوات استراتيجية في بناء الإنسان وإطلاق مشروع نهضة شاملة، جعلت من كوريا الجنوبية قصة نجاح عالمية بامتياز.
مما لا شك فيه أن تحديد البصمة الوراثية للشخص، وتمييزه عن غيره، وربطه بنسبه على جهة اليقين والقطع، فتح باب استخدام البصمة الوراثية على مصراعيه على المستوى القضائي، وما يتعلق به من قضايا الأحوال الشخصية، كتحديد الأب الحقيقي للشخص، حيث تتضح صلة الولادة بين الأب وابنه في حالات الاختلاف فيها، مما يحقق مقصد الشارع في حفظ الأنساب، لما في اختلاط الأنساب من مفاسد كبيرة كضياع حق الأبن، وتهرب الأب من المسئولية تجاه أبنائه".
سلّط أكاديميون وباحثون من المغرب وفلسطين، صباح الأحد بالعاصمة الرباط، الضوء على استراتيجيات تحرير فلسطين من منظور إسلامي، مؤكدين أن ما يجري اليوم في غزة ليس مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل مواجهة حضارية شاملة تكشف زيف السردية الغربية وهيمنة النموذج الإبادي، مشددين خلال ندوة علمية ضمن برنامج "تكوين الأطر - فوج طوفان الأقصى" على أن مشروع التحرير في الرؤية الإسلامية هو مشروع نهضوي يقوم على التحرر المعرفي، وتوسيع دائرة المقاومة لتشمل الأمة بأكملها باعتبارها معركة وجود وهوية.
في دراسة فكرية مطوّلة ونادرة، أعدّتها جماعة "الإخوان المسلمون" بنفسها، تعيد الجماعة الإسلامية الأبرز في العالم العربي قراءة مسألتي العنف والسلمية في فكرها وتجربتها الممتدة، من خلال استعراض تأصيلي وتاريخي يبدأ بمؤسسها الإمام حسن البنا، ويغوص في محطات التحوّل الكبرى التي واجهت الجماعة منذ نشأتها وحتى ما بعد الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، متمسكة بخيار السلمية باعتباره خيارًا إستراتيجيًا تأسّس عبر تراكم التجربة لا ردّ فعل ظرفي، رغم ما تعرضت له من بطش وقمع متواصل. وفي هذا السياق، تنشر "عربي21" هذه الدراسة المهمة على حلقات متتابعة، ضمن مبادرتها لفتح حوار فكري وتوثيقي معمّق حول واقع الحركات الإسلامية ومستقبلها في العالم العربي، بما يشمل موقعها في المشهد الإقليمي، وعلاقاتها بالقوى الدولية، وجدلية الدعوي والسياسي في مساراتها المتشابكة.