هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول ٢٠٢٣، ترتكب إسرائيل فظائع إبادة جماعية في غزة. فلماذا لم تُستخدَم اتفاقية الإبادة الجماعية لمنعها؟ ولماذا أثبتت الاتفاقية عدم فعاليتها منذ إقرارها وحتى الآن؟ هذان سؤالان من الأسئلة المحورية التي يجيب عنها دان شتاينبوك في كتابه: "عقيدة المحو: منع الإبادة الجماعية، إسرائيل، غزة، والغرب"، الذي نشر في 2025 عن دار "كلاريتي برس"، أتلانتا، الولايات المتحدة.
في عالم الفكر الإسلامي المعاصر، حيث تتداخل النصوص الدينية مع تحديات العقل والتاريخ، يبرز كتاب "علم الكلام والقرآن" للدكتور عبد الحميد مومن كجهد رصين لإعادة قراءة العلاقة بين النص القرآني والعقل في بناء العقيدة. يقدم الكتاب تجربة علماء الغرب الإسلامي بين القرنين السادس والتاسع الهجريين، مستعرضًا منهجياتهم في استمداد علم الكلام من القرآن، وموضحًا كيف يمكن للخطاب العقدي أن يجمع بين ثبات النص ومرونة الفهم العقلي، بعيدًا عن الانغلاق المذهبي أو الانفصال عن المنهجية العقلية.
على المستوى الأكاديمي، يثري الكتاب النقاشات حول الذاكرة الجماعية والعدالة الانتقالية والسلطة القضائية في الأنظمة السلطوية والهجينة. يمكن للباحثين أن ينطلقوا منه لتطوير دراسات مقارنة مع تجارب أخرى (المغرب، مصر، أمريكا اللاتينية)، أو لتحليل العلاقة بين المكان والذاكرة في تاريخ المؤسسات.
تناولت هذه الدراسة موقف الموارنة من الوجود الفلسطيني في لبنان خلال الفترة 1948م-1982م، فما بين الأصول التاريخية للموارنة، وأحزابهم السياسية وعلاقاتهم بالحركة الصهيونية، وموقفهم من الأحداث الفلسطينية زمن الانتداب البريطاني، ما جعل مسرح لبنان السياسي في حالة توتر دائم وعدم استقرار، ما بين الأكثرية الإسلامية، والأقلية المسيحية، وخصوصا طائفة الموارنة، الذين يتبعون الطائفة المسيحية الشرقية لكنيسة روما الكاثوليكية، وهم أتباع الكنيسة البطريركية السريانية المارونية في أنطاكية، ويشكلون أهم الطوائف المسيحية في الشرق، التي كان لها دور كبير في ترسيخ فكرة أن الموارنة شعب قائم بذاته، وله خصائصه المميزة في تكريس فكرة الكيان الوطني، ورسخت في وجدانهم المبدأ الثلاثي القائم على الأرض، الطائفة، الأمة.
تم الكشف عن النسخة العربية لكتاب قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي، بعنوان "الاستفتاء العام في فلسطين"، خلال فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب لعام 2025، ليقدّم رؤية شاملة لحل القضية الفلسطينية عبر استفتاء وطني يشمل جميع الفلسطينيين الأصليين بعد عودة اللاجئين، مؤكدًا أن صوت الشعب الفلسطيني هو المعيار النهائي لتحديد مستقبل حكمه وأرضه، ضمن إطار ديمقراطي وقانوني متوافق مع القانون الدولي.
دشّنت أثيوبيا الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 سد النهضة الضخم المقام على نهر النيل بعد أشغال استمرت 14 عاما. وأثناء حفل التدشين الذي حضره قادة إقليميون، وصف رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد السد بأنّه "إنجاز عظيم ليس فقط لإثيوبيا، بل لكل الشعوب السوداء." وفي نبرة تجمع بين التباهي وتحدّي دول المصب التي تجاهل كل اعتراضاتها وتحفظاتها، ذكر أن بلاده برهنت على أنها قادرة على تحقيق كل ما تخطط له.
ليس كل المختصين الغربيين بشؤون الشرق الأوسط والإسلام أي المستشرقون ، هم وحدهم الذين صَوَّروا الحضارة منعزلة والإسلام عدوانياً في جوهره، ضد الغرب ومنفصلاً حضارياً عنه. هاملتون جيب هيمن على دراسات الشرق الأوسط والإسلام في الجامعات البريطانية والأمريكية في النصف الأول من القرن العشرين، مثل برنارد لويس في النصف الثاني منه. وفي كتاب صدر عام 1951، وهو الوقت الذي بدأ فيه تقريباً، برنارد لويس الحديث عن أفكاره في صدام الحضارات؛ ولقد تحدى جيب التمييز المفتعل بين مدنية الغرب والحضارة الإسلامية أو العربية: في هذه النقطة ليس هناك أي شك في أن حضارة الشرق الأوسط وحضارة ما يُسَمَّى العالم الغربي مترابطتان بإحكام؛ وكلاهما، قبل وبعد ظهور الإسلام، كانتا متداخلتين.
كتاب "تفتيت الشرق الأوسط" لمؤلفه الكاتب والباحث البريطاني جيرمي سولت الذي ألف بمنتهى السرعة الملحة للقارئ العادي - العام -الذي يشعر بالحاجة لمعرفة المزيد عن الشرق الأوسط أكثر مما تستطيع أو تريد أجهزة الإعلام العامة ذكره وروايته.
كل ما يتعلق بالحريات والحقوق لا يمكن أن يعول فيه على القاضي الروبوت الذي تحلم به الباحثة. فمهما بلغ الذكاء الاصطناعي من الدقة والكفاءة، لا يصل إلى الذكاء البشري أولا، ويظل آلة عمياء غير مدركة لأعمالها وغير مسؤولة عن اختياراتها ثانيا.
في كتابه الأخير "غزة، مدخل إلى الحرب الممتدة"، يطرح الباحث الفلسطيني أسعد غانم رؤية شاملة للوضع الراهن في غزة، مؤكداً أن الفلسطينيين اليوم يقفون أمام لحظة حاسمة في تاريخهم: حرب ممتدة بلا نهاية واضحة، تقابلها استراتيجية إسرائيلية قائمة على التفوق العرقي والتوسع الاستيطاني، في ظل غياب مشروع وطني فلسطيني موحد قادر على مواجهة التحديات. يرى غانم أن الصراع الحالي لا يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يشمل أبعاداً سياسية واجتماعية ودولية، ويضع الفلسطينيين أمام خيارين مصيريين: الانحلال النهائي ككيان وطني أو توحيد الجهود الشعبية والرسمية لإعادة صياغة مسار واضح نحو المستقبل.
شهد اللواء الجنوبي من فلسطين " قطاع غزة " ما بين دخول القوات المصرية إلى فلسطين 15 مايو عام 1948م، وتوقيع اتفاقية رودس 24 فبراير 1949م، حوادث سياسية وعسكرية مهمة كان لها أثرها الحاسم ليس قطاع غزة بشكله الحالي، بل على مجمل العلاقات السياسية مع مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
يمثل كتاب "لماذا هذه حالنا؟" للطفي المرايحي محاولة جريئة للإجابة عن سؤال يبدو بسيطاً في ظاهره لكنه يتجاوز في عمقه حدود التاريخ والسياسة والاجتماع إلى تخوم الفلسفة والأنثروبولوجيا: لماذا تردّت أوضاع العرب والمسلمين إلى ما هي عليه من انحطاط حضاري وتخلّف تاريخي؟ إنّه سؤال يختزل همّاً وجودياً ظل يلاحق أجيالاً من المفكرين العرب منذ صدمة الحداثة، من جمال الدين الأفغاني إلى محمد عبده، ومن شكيب أرسلان إلى مالك بن نبي، ومن عبد الله العروي إلى هشام جعيط. لكن المرايحي، القادم من خلفية سياسية وطبية وثقافية مركبة، يعيد طرح السؤال من زاوية جديدة تجمع بين الحسّ النقدي والتحرر من هيمنة الأطروحات الكلاسيكية التي عادة ما تتأرجح بين تبريرات استعمارية أو سرديات قدرية دينية.
ابتداء يصف خضر أحداث السابع من أكتوبر بالحدث غير المسبوق منذ قيام إسرائيل، والأهم أنه كان مهينا لإسرائيل بشكل "أسطوري"، ليس فقط بسبب اختلال موازين القوى بين المهاجمين وإسرائيل، ولكن أيضا لأن الإسرائيليين لديهم "حساسية مرضية" تجاه كل ما يمكن أن يضر بصورة دولتهم كقوة لا تقهر.
كان عام 1967 عام النكسة الفلسطينية. ويمكن ترجمة النكسة على أنها انتكاسة أو تراجع أو هزيمة وهو مصطلح يستخدمه الفلسطينيون للإشارة إلى النصر الإسرائيلي في حرب يونيو/ حزيران 1967 (الاسم الأكثر شيوعاً في الأوساط العربية أو ما يعرف بحرب الأيام الستة (الاسم الأكثر شيوعاً في إسرائيل وشمال الأطلنطي). بدأت هذه الحرب القصيرة في 5 يونيو/ حزيران 1967. في ذلك اليوم، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً وقائياً ضد مصر والأردن والعراق وسوريا، وسرعان ما تمكن من تحييد الدفاعات الجوية لهذه الدول.
في سياق عرض السردية التاريخية لفلسطين، يبدأ الكاتب بالعقود الأخيرة من فلسطين العثمانيةـ حيث شكلت فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر جزءا من السلطة العثمانية التي كان يُطلق عليها بشكل عام الإمبراطورية العثمانية، وإن كان يمكن اعتبار هذه التسمية أقل صرامة من الناحية العلمية، كما أنها صيغة أوروبية المركز ، ذلك أنه كان على رأس أعلى سلطة عثمانية سُلطان. تأسست السلطنة العثمانية عام 1299، وكانت تحكمها على وجه الدوام الأسرة العثمانية، وكانت القسطنطينية - إسطنبول هي عاصمة تلك السلطنة منذ عام 1453.
غيرت تكنولوجيا الكاسيت واقع المشهد الذي سيطرت عليه الدولة ومؤسساتها الرسمية من خلال احتكارها وسائل الإعلام ونشر الثقافة، بل خلقت مشهدا جديدا، فقد أصبح بمقدور أي شخص يمتلك جهاز للتسجيل التحول من مستهلك ثقافي إلى منتج للثقافة ذاتها، وكما يرى "بدر الرفاعي" مترجم الكتاب في مقدمته، أن هذا الإنتاج الجديد، شكَّل تهديدًا لمركزية التحكم في المنتج الثقافي من جانب الدولة وأجهزتها في القرن العشرين.