هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استطاعت المعارضة الأموية من تحريك الموالي ضد السلطة في أحيان كثيرة، وذلك من خلال رفع بعض الشعارات التي تتعلق بالمساواة والعدالة الاجتماعية، حيث أثارت الموالي الذين وقعوا تحت حتميات الازدراء العربي لهم، وأثارت العبيد والرقيق بدعوى اعطائهم حريتهم عندما ينضمون لطرف على حساب طرف اخر، لذا بات الموالي وقوداً لغالبية الحركات ضد السلطة في العصر الأموي، على أن ذلك لا يعني خضوع جميع الموالي لذلك المنطق، لأن موالي القبائل المتحالفة مع السلطة حاربت مع اسيادها ضد الحركات والثورات بحكم الولاء.
الروح المساندة للمقاومة في أرض الرباط والتشنيع على الصهاينة وعلى مشروعهم الخائب في المنطقة، لا ريب أنه جهاد باللسان يستدعي وقفة رجل واحد من أحرار الشمال الإفريقي كله ضد التطبيع والخنوع، ودعوة كل الجهات الرسمية والشعبية إلى تقديم ما بيدها من إمكانات لإسناد أهلنا في غزة. فليس من الإنسانية والرجولة أن نظل نتغنى بالحقيقة ولا نتبناها فعليا. في المملكة المغربية تطبيع مرفوض شعبيا لا بد أن يسقط، وفي الجزائر دعم بالأقوال يحتاج إلى تجسيد في الميدان، وفي تونس وليبيا وموريتانيا وجع لا بد أن يستحيل إلى طوفان.
بين الجنوب السوري، حيث الأصالة مرادف للمقاومة، وحيث تتجذر الهوية في الحكايات والأهازيج لا في الشعارات، وبين إنتاج الفكر بوصفه فعلًا تحرريًا، تنبثق سيرة صادق جلال العظم كمثال على مفكرٍ خرج من رحم هذه الأرض ليشتبك معها من موقع السؤال لا التسليم، ومن موقع النقد لا الامتثال. وإذا كان هشام جعيّط قد دشّن مسارًا نقديًا بطرح أسئلته حول العلاقة بين النبوة والسلطة، فإن العظم، دون أن يفارق الانتماء، ذهب أعمق، ليفكّك البنية اللاهوتية الكامنة في العقل العربي، تلك التي تشرعن الخضوع باسم المقدّس، وتُغلّف الاستبداد بلغة الطاعة. هكذا يتحول مشروع العظم إلى لحظة فارقة في التيار النقدي الجذري، لا بوصفه عداءً للتراث، بل باعتباره تحريرًا للعقل من وصايته، وفتحًا لأفق عربي جديد، يبدأ من نقد المقدس نفسه كشرط لكل تحررٍ فكريٍّ حقيقي.
تكثفت التسريبات والتصريحات الإسرائيلية والأمريكية عن مفاوضات تجري بين الجانبين السوري والإسرائيلي بشأن انضمام سورية للاتفاقات "الإبراهيمية" مقابل إيجاد حل لقضية الجولان المحتل، والأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل في جنوبي سورية بعيد سقوط نظام الأسد.
في رسالة مؤثرة ونارية، جدد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي دعمه للثورة السورية، كاشفاً تفاصيل مواقفه من نظام بشار الأسد الذي وصفه بـ"المجرم والعميل"، ومحذراً من أن "الذئاب تتربص بسوريا" في مشهد دموي تتسارع فيه خطوات التفتيت الطائفي برعاية إقليمية ودولية، داعياً الشعب السوري إلى التمسك بوحدته والقيادة إلى وقف الانتهاكات قبل فوات الأوان.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رفع تصنيف "جبهة النصرة" أو "هيئة تحرير الشام" من قائمة المنظمات الإرهابية، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول الدوافع والتداعيات المحتملة، بالتزامن مع قرار الحكومة السورية بحل جميع الفصائل المسلحة، بما فيها هيئة تحرير الشام، ضمن جهودها الحثيثة لاستعادة السيطرة وضمان استقرار البلاد.
مع الضغط الأوروبي والعربي على الولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، نشأ رأي أمريكي أن الوقت قد حان لضم سورية إلى الخارطة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تحت العباءة الخليجية، وبذلك أقدم ترمب على رفع العقوبات بعيد لقائه الشرع في الرياض، وهو لقاء جرى فيه تأكيد سورية وموافقتها على إقامة سلام دائم مع إسرائيل.
النموذج الحديث للقومية العربية ـ وبخاصة بعد عصر النهضة ـ تأثر بنماذج كانت موجودة في أوروبا بوجه خاص؛ من حيث تطور الفكر القومي والوطني في القرن التاسع عشر، وهو نشوء لغات قومية محددة، كانت قد بدأت بالنشوء أو النمو بالقرن الثامن عشر وقبله في السابع عشر، ولكن تطورت في الثامن عشر والتاسع عشر وأصبحت مركز فكر قومي معين.
طالبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيادة السورية الجديدة بعدة مطالب، من بينها "قمع المتطرفين" وفق ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت غردت بعد فترة وجيزة من لقاء الرئيس ترامب بالرئيس الشرع بالرياض قائلة "إن ترامب حثَّ القائد السوري الجديد على طرد جميع الإرهابيين الأجانب".
من قلب دمشق، التي يعود إليها لأول مرة منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، تحدث المفكر السوري وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون، د. برهان غليون، لـ"عربي21"، مؤكدًا أن ما يجري في المنطقة من غزة إلى سوريا فإيران، ليس إلا استكمالًا لمشروع إقليمي تقوده إسرائيل بدعم أمريكي، هدفه استغلال لحظة الضعف الإيراني لإعادة فرض الهيمنة وكسر أي مقاومة محتملة، لافتًا إلى أن تل أبيب تسعى عبر هذه المرحلة إلى استعادة هيبة جيشها المكسور في غزة، الذي فشل في تحقيق أهداف نتنياهو المعلنة، وعلى رأسها تفريغ غزة، واستئصال المقاومة، وتحرير الأسرى.
بعد تسليم أمانة المسئولية للأخ المهندس محمد رياض الشقفة في شهر أيلول 2010، وضعت نفسي تحت تصرّفه، وبقيت قريبا من إخواني أشارك بما يُطلَب مني. ولما كان النظام الأساسي للجماعة، يمنح العضوية الحكمية في مجلس الشورى للمراقبين العامين السابقين، فقد كنت ـ وما زلت ـ أمارس مسؤوليتي عضواً في مجلس الشورى، منذ ذلك الحين.
أحيت مدينة حمص السورية الذكرى السادسة لرحيل عبد الباسط الساروت، أيقونة الثورة السورية، في أول فعالية تُقام باسمه في المدينة منذ سقوط نظام الأسد، حيث احتشد المئات في ساحة الساعة الجديدة، مرددين هتافاته ومنشدين أناشيده التي شكّلت نبض الشارع خلال حصار حمص الأعوام 2012 ـ 2014.
منذ تسلمه السلطة في سورية عام 1970، أي في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، لم يتبع حافظ الأسد سياسة أحادية الجانب، سواء في سياساته المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
تحرّك بعض الإخوة من الفريقين، لإنهاء الانقسام، ولم يجدوا صعوبة في الوصول إلى صيغة تعيد اللحمة إلى الجماعة، بقيادة الدكتور حسن هويدي، وافق عليها مجلس الشورى لكلّ فريق، وتم تشكيل قيادة واحدة، في عام 1991، كنت أحد أعضائها، نائباً للمراقب العام، وعملتْ هذه القيادة على إزالة آثار الانقسام، وتوحيد المكاتب والأجهزة، ونجحت في ذلك خلال فترة وجيزة.
في هذه الحلقة الخامسة من مذكرات المراقب العام الأسبق لإخوان سورية، المحامي علي صدر الدين البيانوني، نتوقف عند واحدة من أكثر المحطات حساسية في تاريخ الجماعة وعلاقتها بنظام حافظ الأسد، حيث يُسلط البيانوني الضوء على مفاوضات مباشرة جرت بين الطرفين في منتصف الثمانينيات، كاشفًا النقاب عن تفاصيل غير معروفة حول ما دار خلف الأبواب المغلقة، والملفات التي طُرحت للنقاش، والتباينات داخل صفوف الجماعة حيالها. وتأتي هذه الشهادة في لحظة دقيقة تمر بها سورية، بعد عقود من حكم البعث، وانهيار منظومته، ما يجعلها وثيقة بالغة الأهمية لفهم خريطة التفكير السياسي للإخوان، ولتقدير مدى تعقيد العلاقة بين الإسلاميين والنظام، وهي معطيات لا غنى عنها لحكام سورية الجدد في التعامل مع المكونات الفاعلة في المشهد السوري.
لا شك أنه حين تسترد سوريا منطقة الجولان المحتلة، سيضاف إلى سجل التاريخ السياسي للمنطقة حدث نوعي، يتمثل بإنجاز استراتيجي غير مسبوق، من حيث أهميته ودلالاته، لأن الأمر، والحالة هذه، يتلخص بكسر الأسباب والذرائع للتمسك بهذه المنطقة، وبتحطيم غطرسة القوة الصهيونية، بفعل الإرادة العربية السورية القادرة حتماً على فرض ذاتها مهما بلغت التحدِّيات.