أكد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل
كاتس، صباح الثلاثاء٬ أن قوات الاحتلال ستواصل تمركزها في
جبل الشيخ والمنطقة العازلة جنوب
سوريا، بزعم "الدفاع عن سكان
الجولان والجليل" و"حماية أبناء الطائفة
الدرزية" في سوريا، مشددا على أن وجود الجيش في تلك المنطقة سيبقى "إلى أجل غير مسمى".
وتزامنت تصريحات كاتس مع اتهامات سورية جديدة للاحتلال الإسرائيلي بإرسال نحو 60 جنديا للسيطرة على منطقة استراتيجية قرب قمة جبل الشيخ داخل الحدود السورية، في خطوة وصفتها دمشق بأنها "تصعيد خطير" و"انتهاك صارخ للسيادة السورية" يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي بيان رسمي، قالت وزارة الخارجية السورية إن العملية الإسرائيلية "تجسد مجددا النهج العدواني لسلطات الاحتلال"، محذّرة من أن هذه الانتهاكات تأتي بينما تجري محادثات بوساطة أمريكية بين الجانبين في محاولة لتهدئة التوترات جنوب البلاد. وأعربت دمشق عن أملها في أن تقود تلك الجهود إلى "ترتيبات أمنية قد تمهد لاحقا لمفاوضات سياسية أوسع".
وأوضحت الخارجية السورية أن الحادث وقع قرب تلة مطلة على بلدة بيت جن القريبة من الحدود اللبنانية، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 6 سوريين من سكان المنطقة. في المقابل، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ أي عمليات في بيت جن، مؤكدا أن نشاطه العسكري كان "روتينيا" في جنوب سوريا، وأنه لم يعتقل أحدا سوى شخص واحد جرى احتجازه مؤقتا للتحقيق بعد اقترابه من موقع عسكري بطريقة اعتبرها الجيش "مهدِّدة للقوات".
ويبرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تدخلاته العسكرية المتكررة في سوريا منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي بما تسميه "مخاوفها الأمنية" و"التزامها بحماية الأقلية الدرزية"، فيما تعتبر دمشق تلك الممارسات "محاولات لفرض منطقة أمنية بحكم الأمر الواقع".
اظهار أخبار متعلقة
وبالفعل، فرضت تل أبيب خلال الأشهر السبعة الماضية سيطرتها على جبل الشيخ وشريط أمني يمتد حتى 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية، يقطنه أكثر من 40 ألف سوري باتوا تحت الاحتلال المباشر. وتشمل الإجراءات الإسرائيلية تسيير دوريات منتظمة، إقامة حواجز تفتيش، وتنفيذ عمليات دهم وتمشيط في قرى المنطقة.
ورغم تأكيد الحكومة السورية الجديدة، التي تشكلت أواخر كانون الأول/ديسمبر 2024، أنها لا تشكل تهديدا لتل أبيب، واصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية داخل سوريا، بما في ذلك شن غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية وأدت إلى سقوط مدنيين وتدمير أسلحة وآليات تابعة للجيش السوري.
ويُذكر أن تل أبيب تحتل منذ عام 1967 معظم هضبة الجولان السورية، لكنها استغلت حالة الفوضى التي أعقبت الإطاحة ببشار الأسد لتوسيع رقعة احتلالها، معلنة العام الماضي أن اتفاقية فصل القوات الموقعة مع دمشق عام 1974 "انهارت بالكامل".