في الذكرى السنوية
لأحداث فض اعتصامي
رابعة العدوية والنهضة في
مصر، والتي شكلت واحدة من أكثر اللحظات
مأساوية في تاريخ مصر الحديث، أنتج نشطاء ومهاجرون مصريون في
هولندا فيلما دراميا جديدا،
مستوحى من أحداث واقعية، ليروي رحلة اللجوء المليئة بالجراح التي لا تزال تنزف في صمت.
وتابع الفيلم الذي
حمل روح المأساة، حياة مجموعة من
اللاجئين السياسيين المصريين في هولندا، والذين ظنوا
أن عبورهم الحدود الأوروبية سيكون بداية جديدة، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة قسوة
من نوع آخر؛ قسوة اللجوء.
من الميدان إلى المنفى
واستوحى فريق عمل الفيلم
من أحداث واقعية، يحكي قصص لاجئين سياسيين مصريين غادروا نجحوا في الهروب من الموت
في ميدان رابعة العدوية بأجساد سليمة وكذلك نجو من الاعتقال وسجون النظام المصري، ليواجهوا
معاناة أخرى لا تقل عن السابق من غربة ومخاطر ترحيل وأزمات نفسية قد يؤدي بحياتهم
فالعمل الدرامي لا يكتفي بسرد أحداث اللجوء، بل يغوص في المشاعر العميقة التي يعيشها
اللاجئون: الخوف الدائم، الحنين للوطن، والإحساس بالتيه.
اظهار أخبار متعلقة
قسوة اللجوء.. قصة تتجاوز السياسة
على الرغم من أن جذور
الفيلم مرتبطة بحدث سياسي كبير، فإن العمل لا يقدمه كخطاب سياسي مباشر، بل كحكاية إنسانية
خالصة، فصانعو الفيلم معظمهم من لاجئين أو مهاجرين أرادوا أن ينقلوا للمشاهدين التجربة
التي يعيشها اللاجئ بعيدا عن الأرقام والإحصائيات.
وسلط الفيلم الضوء
على إجراءات اللجوء المعقدة في أوروبا، والتي قد تمتد لشهور أو سنوات، تاركة اللاجئ
معلقا بين الماضي والمستقبل، وجلسات التحقيق التي يعرضها العمل تحمل طابعا خانقا
من أسئلة متكررة، ونظرات فاحصة، محاولات لاستخراج تفاصيل من جروح لم تلتئم بعد.
ومن جانبه أكد مؤلف
ومخرج الفيلم تومي شريف في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" أنه حاول من خلال
الفيلم الذي تم عرضه في ذكرى مذبحة رابعة العدوية معالجة العديد من القصص الحقيقة التي
تعرض لها الشباب أصحاب ملفات اللجوء السياسي الذين فروا من مصر بعد أحداث الانقلاب
العسكري في تموز / يوليو 2013.
وأضاف شريف أن أكثر
من 80 بالمئة من أحداث الفيلم هي أحداث حقيقية تعرض لها الشباب خلال معالجة ملفات
اللجوء الخاصة بيهم في العديد من البلاد الأوروبية وقد أوصلت عدد منهم إلى التفكير
في الانتحار كما حدث في نهاية الفيلم بالفعل.
وطالب مخرج الفيلم
المسؤولين سواء على ملفات الهجرة في البلاد المستضيفة وغيرهم بضرورة تحمل المسؤولية
الكاملة تجاه اللاجئ السياسي ومعرفة ما يتعرض لهم من ضغوط نفسية تؤثر على سلامته.
اظهار أخبار متعلقة
ومن ناحية أخرى
قال صلاح عامر أحد أعضاء فريق العمل في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" إن هدف الفيلم هو عرض وإيصال ما تعرض له
الشباب من معاناة وصعوبات بسبب الأحداث السياسية في مصر منذ 2011 و2013 وما تلاه
من اعتقالات وتعذيب في سجون النظام.
وأضاف عامر أنه
حتى بعد الخروج تعرض الشباب لمعاملة سيئة لا تراعي أدميتهم ولا حالتهم النفسية مما
تعرضوا له خلال تلك السنوات، ليقابلوا تعنت وتهديد بالترحيل القسري وعدم القدرة
على الترحيل.
وأشار عامر إلى أن
فريق العمل كان حريص على إيصال الرسالة هذا العام في الذكري السنوية لفض رابعة
بشكل مختلف من خلال الدراما والفن ولذلك كان اختيار كل شيء في الفيلم بعناية شديدة
سواء المشاهد والتأليف وكذلك الأغاني والموسيقي التصويرية حتى تصل الرسالة على الوجه
الأكمل.
وفي سياق متصل تفاعل
جمهور الحضور مع الفيلم وأحداثه حيث أكدوا أنه الفيلم يملس واقع عاشوه جميعا ومشاكل
تعرضوا لها من خلال طلبات اللجوء والتأخير في اتخاذ القرار والتهديد بالترحيل، مؤكدين
أن هناك بالفعل بعض الأشخاص وصل بهم الأمر لمحاولة الانتحار كما حدث في نهاية الفيلم.