رحبت دول ومنظمات عربية وإسلامية، الجمعة، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يؤيد "إعلان نيويورك" بشأن الاعتراف بالدولة
الفلسطينية، معتبرة ذلك دعمًا دوليًا جديدًا للحقوق الفلسطينية وخطوة مهمة نحو تنفيذ حل الدولتين. وشملت المواقف الرسمية كل من السعودية وقطر والكويت ومصر والأردن، إلى جانب منظمة
التعاون الإسلامي، مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية.
السعودية: تأييد واسع للحقوق الفلسطينية
أعربت السعودية عن ترحيبها لاعتماد الإعلان الأممي الصادر عن المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، الذي عقد برئاسة مشتركة بين المملكة وفرنسا في تموز/يوليو الماضي. وأكدت الخارجية السعودية أن "القرار والتصويت عليه بأغلبية كبرى من قبل 142 دولة يعكس الإجماع الدولي على الرغبة في المضي قدمًا نحو مستقبل يسوده السلام، ويحصل فيه الشعب الفلسطيني على حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
قطر: دعم حقوق الشعب الفلسطيني
رحبت قطر بالقرار، معتبرة أن اعتماده "يعكس التأييد الدولي الواسع للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى انسجام القرار مع إعلان عدة دول نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال أيلول/سبتمبر الجاري. وثمنت الدوحة جهود السعودية وفرنسا في تبني الإعلان واعتماده في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الكويت: خطوة مهمة لإنهاء معاناة الفلسطينيين
قال وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا إن اعتماد الإعلان يمثل "خطوة بالغة الأهمية تعكس الإرادة الجماعية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني"، مشيدًا بجهود السعودية وفرنسا في قيادة المشاورات وصياغة الوثيقة.
مصر: دعوة لتنفيذ مخرجات المؤتمر الدولي
أكدت القاهرة أن تأييد 142 دولة للقرار "دليل دامغ على الدعم الدولي الواسع للحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".
ودعت مصر الدول إلى العمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر بما يكفل استعادة عملية السلام في الشرق الأوسط ووضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية.
وشددت على أن ذلك يتطلب بذل جهود مكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية واستخدام التجويع والحصار كسلاح حرب لإجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
اظهار أخبار متعلقة
الأردن: خطوة مهمة نحو حل الدولتين
وصفت المملكة الأردنية القرار بأنه "خطوة مهمة نحو تلبية حقوق الشعب الفلسطيني". وأشادت، في بيان رسمي، بالجهود السعودية والفرنسية في رعاية المؤتمر الأممي، معتبرة الاجتماع الأممي المقبل فرصة لكل الدول لتدعم الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية.
التعاون الإسلامي: دعم تاريخي للحقوق الفلسطينية
اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي القرار "تاريخيًا"، معبرة عن شكرها لجميع الدول التي ساهمت في إعداده وصوتت لصالحه، داعية جميع الدول للاعتراف الكامل بدولة فلسطين ودعم عضويتها في
الأمم المتحدة، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها ضد الفلسطينيين.
الجامعة العربية: تعزيز المصداقية الدولية لإعلان نيويورك
قال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي إن القرار "يعطي المصداقية وزناً دولياً أكبر لإعلان نيويورك الذي تم تبنيه في شهر تموز/ يوليو برعاية سعودية فرنسية مشتركة"، مؤكدًا أن القرار يعكس قوة التأييد الدولي لقيام الدولة الفلسطينية ويمهد لمؤتمر 22 أيلول/سبتمبر الجاري، المتوقع أن يشهد اعترافات إضافية بفلسطين.
مجلس التعاون الخليجي: بارقة أمل لإنهاء المعاناة
رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بالقرار، معتبراً إياه "خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وبارقة أمل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق حقوقه المشروعة"، مثمنًا الدور البارز للسعودية وفرنسا في صياغة الإعلان وجهود اللجان العاملة والأطراف الدولية في إعداد الوثيقة.
اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان نيويورك
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، قرارًا يؤيد "إعلان نيويورك" الرامي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعزيز حل الدولتين لتحقيق تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأقرّ القرار بأغلبية 142 صوتًا من حضور جلسة التصويت، مقابل 10 أصوات معارضة وامتناع 12 دولة عن التصويت، وفق بيان للأمم المتحدة.
ويتضمن "إعلان نيويورك" الاتفاق على العمل المشترك لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وضمان مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة.
كما يؤكد الإعلان رفض أي تغييرات إقليمية أو ديموغرافية، بما في ذلك التهجير القسري للفلسطينيين، ويجدد إدانة الهجمات على المدنيين وأعمال الإرهاب والاعتداءات على الأعيان المدنية.
اظهار أخبار متعلقة
تل أبيب: الأمم المتحدة بـ"السيرك السياسي"
رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلية القرار واصفة إياه بأنه "سيرك سياسي منفصل عن الواقع". وأشارت إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ اتفاق أوسلو 1993 تعاملت مع فكرة حل الدولتين بانتقائية، وربطتها بشروط تجعل تطبيقها صعبًا، قبل أن يتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قبوله المشروط بدولة فلسطينية منزوعة السلاح عام 2009، وصولًا إلى حكومته الحالية الأكثر تطرفًا التي أعلنت رفضها المطلق لحل الدولتين، رغم الدعم الدولي والأممي الواسع له.
وحذرت منظمات حقوقية وأممية ودولية من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياسة التوسع الاستيطاني وعمليات الإبادة في غزة والضفة، بدعم أمريكي، سيقوض إمكانية تنفيذ حل الدولتين.
وتشير التقارير إلى أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 خلفت أكثر من 64 ألف شهيد فلسطيني، و164 ألفًا و59 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، ومئات آلاف النازحين، مع استمرار المجاعة التي أزهقت أرواح 413 فلسطينيًا بينهم 143 طفلاً حتى أمس الجمعة.