نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدّه مايكل كراولي الذي رافق وزير الخارجية الأمريكي في رحلته إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وقطر، قال فيه إنّ: "موقف الرئيس دونالد
ترامب المتساهل، يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بطاقة مجانية للتصعيد في
غزة".
وأوضح كراولي، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "مسؤولو إدارة بايدن، في أوائل عام 2024، هدّدوا بمنع شحن
الأسلحة الأمريكية، ما لم تضع إسرائيل خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ؛ إلاّ أن الأمر اختلف في عهد ترامب حيث بدأت إسرائيل هجوما بريا ضد مدينة غزة المكتظة بالسكان".
وتابع: "فيما حذّرت العديد من الدول، إسرائيل، من الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وخطر إطالة أمد الحرب في غزة، وقف ترامب في الغالب متفرّجا، ولم يحثّها على ضبط النفس".
"خارج البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، قال ترامب إنه لم يناقش الأمر مع نتنياهو، وعندما سئل عما إذا كان يؤيد العدوان، قال: حسنا، يجب أن أرى، لا أعرف الكثير عنه" بحسب التقرير نفسه.
وأردف: "صوّر ترامب نفسه في غالب الأحيان بأنه صانع سلام، حيث دعا إلى وقف الحرب التي ستدخل عامها الثالث. إلا أنه يبدو الآن راضيا بالوقوف مكتوف الأيدي أمام الحرب المتصاعدة"، مبرزا: "نظرا للضغط الهائل الذي تحدثه المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، فإن رئيسا أمريكيا فقط هو القادر على إبطاء نتنياهو، وعليه فتقاعس ترامب يعتبر تفويضا مجانيا لنتنياهو".
ونقلت
الصحيفة عن السفير الأمريكي في دولة الاحتلال الإسرائيلي أثناء إدارة جورج دبليو بوش، دانيال سي. كيرتزر، قوله: "من الواضح أن ترامب يريد إنهاء الحرب وإعادة الأسرى، لكن يبدو أنه لا يملك استراتيجية، ولا رغبة في الضغط على نتنياهو".
واسترسل بأنّ: "ترامب يهدد حماس، لكن نتنياهو يفسر هذه التهديدات على أنها ضوء أخضر للاستمرار. وبالتالي، فإن دبلوماسية ترامب تعمل ضد نفسها؛ وعليه لم تقدم زيارة روبيو إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، الكثير من الوضوح بشأن ما يأمل روبيو وترامب أن تفعله إسرائيل".
وأبرز: "لم يبد روبيو في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نتنياهو، الإثنين، أي معارضة لأقواله. وكان ترامب قد أدلى هذا العام بتصريحات بدت وأنها تحمل نتنياهو مسؤولية استمرار الحرب، وتوقّع منه إنهاءها، حتى لو كان ذلك يعني محاولته إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي على تقديم تنازلات لحماس".
ونقلت الصحيفة، عن ترامب، قوله خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة عبرية في آذار/ مارس قال فيها مخاطبا نتنياهو: "عليك إنهاء حربك؛ عليك إكمالها"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّه: "مع وصول الغضب الدولي إزاء سلوك إسرائيل في حرب غزة إلى ذروته، لم ينتقد ترامب استراتيجية نتنياهو في غزة مؤخرا".
وفي الشهر الماضي، تجاهل ترامب فكرة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد تحتل غزة بالكامل، في تحدّ أكبر لمعظم الحكومات الغربية. قائلا: "لا أستطيع الجزم بذلك، الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير".
اظهار أخبار متعلقة
وفيما يتعلق بغزة، تابع التقرير بأنّ: "الخلاف بين ترامب ونتنياهو حصل بسبب التقارير عن تجويع الأطفال الفلسطينيين. ودفع ذلك ترامب إلى الإصرار في نهاية تموز/ يوليو على أن تسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، رافضا مزاعم نتنياهو بأن تقارير الجوع مبالغ فيها وأن حماس مسؤولة عن نقص الغذاء".
"مع ذلك، لم يدل ترامب بأي تعليقات تذكر حول هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة، حتى في الوقت الذي تصر فيه منظمات الإغاثة على أن الغذاء والدواء غير متوفرين، بشكل كارثي" أكد التقرير.
وبحسب
الصحيفة الأمريكية، فإنّ نهج ترامب المتساهل تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي قد يواجه اختبارا جديدا قريبا، فستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعها السنوي الأسبوع المقبل، في مدينة نيويورك، ويؤكد عدد من حلفاء الولايات المتحدة المقربين، بمن فيهم فرنسا وأستراليا وكندا وبريطانيا، أنهم سيعترفون بدولة فلسطينية.