كيف تشابهت أعمال فنية مع استغلال نتنياهو للأسرى وحرب غزة لتحقيق مصلحته شخصية؟
عربي21- محمد خليل20-Sep-2506:29 PM
0
شارك
يتعمد نتنياهو إفشال أي صفقة لتبادل الأسرى وسط تعرضه شعبيته واستمرار محاكمته بتهم "الفساد وخيانة للأمانة"- جيتي
يرى الكاتب الساخر الأمريكي مارك توين، أنه "يجب تغيير السياسيين والحفاضات باستمرار، وذلك للسبب ذاته"، في إشارة إلى حقيقة الفساد الكبير والسريع الذي يعتري العاملين في هذا المجال، لاسيما عندما يكون على مستويات قيادية عليا.
ويجري اتهام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتعمد إفشال أي صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، بهدف إطالة عمر حرب الإبادة المستمرة منذ نحو سنتين، من أجل الكسب السياسي والبقاء في المنصب، وسط تعرضه لتراجع في الشعبية واستمرار محاكمته بتهم "فساد وخيانة للأمانة".
ولا يعد نتنياهو أول من يستغل قضايا وأزمات تخص دولة الاحتلال من أجل تحقيق مكاسب شخصية، فهو قد يكون تطبيقًا عمليًا لما قد يحدث في العديد من الدول العالمية عندما يتعلق الأمر ببقاء الزعيم "المنتخب ديمقراطيًا" في منصبه، وهو ما تناولته العديد من الأعمال الفنية طوال العقود الماضية.
"نصنع الإرهاب" في ختام الموسم الرابع من المسلسل الأشهر سياسيًا "هاوس أوف كاردز - House of Cards" يخطف تنظيم يُسمّى "منظمة الخلافة الإسلامية - ICO" عائلة ميلر الأمريكية المكونة من الأم كارولين وابنتها ريتشيل وابنها جيمس في تينيسي، ويطالب بسحب القوات الأمريكية من سوريا وإطلاق سراح زعيم التنظيم يوسف أحمدي.
اظهار أخبار متعلقة
ويرفض الخاطفون أي اتصال مع الرئيس فرانك أندروود (بطل المسلسل)، ويشترطون التواصل فقط مع المرشح الجمهوري المنافس ويليام كونواي (منافسه في انتخابات عام 2016)، في محاولة لاستغلال الأزمة سياسيًا.
ويستغل فرانك الأزمة بحماس سياسي؛ ويستدعي بالفعل كونواي إلى المكتب البيضاوي للمساعدة في التفاوض (بحجة مطالب الخاطفين) ولكنه في الواقع يسعى إلى إظهار نفسه القائد الحاسم.
وتتولى كلير أندروود (زوجة الرئيس وشريكته في كل المؤامرات السياسية) التفاوض مع أحمدي الذي سُجن سابقًا بحسب الأحداث في سجن غوانتانامو سيئ السمعة، وتبدو مرنة تمامًا بشأن مصير العائلة المخطوفة، باعتبارهم فقط ورقة مساومة لحسابات أخرى.
فور إنقاذ السلطات الأمريكية الأم وابنتها ميلر، ينتقل أندروود إلى السيطرة على الموقف إعلاميًا بعقد مؤتمر صحفي يتباهى فيه بالعملية ويسجل لنفسه الفضل في تحرير رهينتين، ثم يتحول هو وفريقه إلى استغلال الأزمة لإشاعة الخوف وتعزيز صفته القاسية.
ويصدر فرانك بيانًا إعلاميًا حادًا يعلن فيه أن البلاد "في حالة حرب تامة" مع "ICO"، ويحذر الأمريكيين من "الألم والمعاناة" في المواجهة القادمة.
في المشهد الختامي، يجلس فرانك وكلير في غرفة العمليات يشاهدان بثًا حيًا لعملية إعدام جيمس ميلر الذي لم يفرج عنه بسبب فشل بقية المفاوضات، وهما مندمجان ببرود جنوني، وكلير تطلب كتم الصوت أمام العائلة، وفرانك يلتفت إلى الكاميرا بكلمات باردة ويقول: "نحن لا نخضع للإرهاب.. بل نصنع الإرهاب".
وجاء كل ذلك بعد تعليمات جرى نقلها لمختلف الأجهزة الأمنية بعدم العمل على حظر تداول مقطع عملية الإعدام.. وطوال الأزمة لم يبذل أندروود أي جهد حقيقي لإنقاذ الرهائن بقدر ما راهن على المسار السياسي، باعتبار أن "المصلحة الانتخابية كانت تتقدم على حياة المدنيين، والرهائن استُخدموا أوراق ضغط لتحقيق الأهداف".
نائب الرئيس في الموسم الرابع من مسلسل "فضيحة - Scandal" تظهر أزمة مفبركة بهدف صنع صراع دولي. ويُكشف أن نائب الرئيس الأمريكي أندرو نيكولز، يتحالف مع مديرة موظفي البيت الأبيض إليزابيث نورث، وآخرين لتأجيج حرب ضد دولة افتراضية (غرب أنغولا).
وجرى ضمن الأحداث التخطيط لاغتيال دبلوماسي رفيع المستوى ونسج اتهامات كاذبة، مع تفجير في ميدان عام واختطاف المستشارة أوليفيا بوب لإجبار الرئيس فيتز على إعلان الحرب.
وتتركز الأحداث على شخصيات أندرو نيكولز وهو نائب الرئيس الطامح، وإليزابيث نورث (مديرة موظفي البيت الأبيض المتواطئة معه)، إضافة إلى أوليفيا بوب الضحية المستهدفة كرهينة، والرئيس فيتز غرانت.
اظهار أخبار متعلقة
وفي الحلقة 11 من الموسم الرابع، يكتشف الرئيس فيتز علاقة نيكولز بالفضيحة. أثناء عرض تسجيل مصور لأوليفيا كرهينة، يُجبر فيتز على طلب إثبات حياتها، لكنه بعد ذلك يعلن رسميًا الحرب على الدولة الواقعة غرب أنغولا تحت ضغط مطالب نيكولز.
وبعد أن أقنعته السيدة الأولى المساعدة بذلك، يتم إعلان الحرب في صباح اليوم التالي، في حين يؤكد نيكولز أنه لن يفرج عن أوليفيا قبل انتهاء فترة رئاسة فيتز.
وتتركز فكرة هذه الأحداث على استخدام نيكولز أزمة الرهائن حيلة للترقي السياسي، نظرًا لأن إشعال حرب مع طرف خارجي (من دون تهديد حقيقي)، يكون بداية إلى إسقاط الرئيس فيتز والسيطرة على السلطة.
لم يكن همّه حماية الوطن أو مواطنيه، بل تحقيق مآرب شخصية (وقد ظلّ يرفض الاستقالة بعد تعرضه لسكتة دماغية في حلقة لاحقة، حرصًا على جاهزيته السياسية لاحقًا).
"رئيس فاسد" في مسلسل "24" ضمن موسمه الخامس، يظهر الرئيس الأمريكي تشارلز لوجان في قلب "مؤامرة إرهابية كبرى"، ويتبين أنه يتآمر مع جهة سرية وشبكة من العملاء الفاسدين داخل الحكومة، من خلال سماحه بسرقة غاز سام يُسمى "سينتوكس" وبيعه لـ"إرهابيين" لتفجير أسلحة كيماوية في مدن أمريكية.
اظهار أخبار متعلقة
ومن خلال الأحداث اللاحقة يتبين أن هذه العملية تمت بهدف إنشاء ذريعة لفرض بنود معاهدة جديدة مع روسيا تضمن مصالح نفطية أمريكية في آسيا الوسطى. وبالتوازي، تستهدف مجموعة إرهابية مطار لوس أنجلوس وتأخذ رهائن لإجبار لوجان على إلغاء المعاهدة مع روسيا.
وتدور الأحداث بين تشارلز لوجان رئيس الولايات المتحدة الفاسد، وولت كامينغز رئيس موظفي البيت الأبيض المتواطئ، وكريستوفر هندرسون العميل السابق، وجيمس هيلر وزير الدفاع وغيرهم.
وتبدأ الأحداث الأساسية عندما يقتحم "إرهابيون" مطار لوس أنجلوس ويحتجزون رهائن، مطالبين بإلغاء المعاهدة، وتستمر بمحاولات لوجان التستر على جرائمه ومنها إسقاط طائرة كانت تحمل أدلة تدينه.
وفي نهاية الموسم، تنكشف جرائم لوجان ويُجبر على الاستقالة دون محاكمة علنية، مع ظهور شخصية لوجان ببرود كامل وعدم اكتراث بأرواح المدنيين، وأن مصلحته السياسية والاقتصادية فوق كل شيء.