يسود هدوء مشوب بالحذر في قطاع غزة، في أعقاب سلسلة غارات دامية طالت مناطق واسعة وتسبب في استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء. وذلك عقب خرق قوات الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار.
وشنّ جيش الاحتلال عشرات الغارات على مواقع متفرقة في غزة، بينها أكثر من 20 غارة على المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي القطاع، ومنطقة الزوايدة والنصيرات في المحافظة الوسطى، وفي وقت لاحق أعلن عودة تثبيت وقف إطلاق النار.
ووصل وفد من قيادة حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأحد، لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع الوسطاء والفصائل الفلسطينية، وفق مصدر تحدث لـ"عربي21".
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، أن واشنطن لم تمنح إسرائيل الإذن بإعادة العمليات العسكرية داخل قطاع غزة، مشددًا على التزام الولايات المتحدة بضمان استمرار وقف إطلاق النار.
كشفت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف في مقابلة مع موقع "كول بيراما" أنها اقترحت على المجلس الوزاري الأمني المصغر حرق جثة الشهيد يحيى السنوار، بحجة منع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" من استغلال دفنه كإنجاز.
قالت صحيفة "معاريف" إن صورا حديثة أظهرت أدوات هندسية تركية داخل قطاع غزة، في وقت أكدت فيه أن أردوغان بدأ بتثبيت وجود فعلي له هناك، وسط غموض يلف اتفاقا غير معلن بين واشنطن وتل أبيب والدوحة، وتحدث المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن خطة إعادة إعمار بقيمة 50 مليار دولار، بمشاركة عربية وأوروبية، بينما هاجمت وزيرة إسرائيلية الحكومة بسبب إدخال تركيا وقطر إلى المشهد.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الاثنين، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمت جثة أسير كان محتجزا في غزة، وذلك في إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس..
أوضح تقرير لصحيفة "الغارديان" أن حرب غزة وخطة ترامب لوقفها أحدثتا تغييرات كبيرة في توازنات الشرق الأوسط، إذ دفعتا دولًا متنافسة مثل تركيا ومصر وقطر للتعاون، وأضعفتا النفوذ الإيراني بعد تراجع حلفائه في المنطقة.
يبدو أن اتفاق شرم الشيخ، رغم كونه خطوة أولى نحو التهدئة في غزة، يواجه تحديات كبيرة على الأرض، بين القصف الإسرائيلي المستمر ورفض حماس التنازل الكامل عن شروطها دون ضمانات. وبينما تسعى القاهرة عبر اتصالات دبلوماسية مع باريس وكوبنهاغن لتثبيت هذا الاتفاق، يظل الطريق أمام إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في القطاع محفوفاً بالتعقيدات.
مؤسسة "غيتا - GITA" هي هيئة دولية انتقالية مقترحة لإدارة قطاع غزة مؤقتًا تحت إشراف مجلس الأمن الدولي، بمبادرة من توني بلير. وتهدف الخطة إلى إنشاء إدارة مدنية تجمع بين الإشراف الدولي والتنفيذ الفلسطيني، عبر مجلس يضم ممثلين دوليين وعربًا وفلسطينيين، وقوة أمنية متعددة الجنسيات، وصندوق تمويل بإدارة البنك الدولي.
في أعقاب الهجوم الذي شهدته رفح وأسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد تجديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويأتي هذا الإعلان وسط جدل سياسي داخلي وضغوط دولية، لا سيما من الولايات المتحدة، للحفاظ على الهدنة.
استبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تورط" قيادة حركة حماس في حادث رفح الأخير، مرجحًا أن يكون وراءه "متمردون" داخل الحركة، وأكد استمرار وقف إطلاق النار.
