في واقعة كادت أن تتسبب في حادث جوي غير مسبوق، شهدت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروفة باسم "إير فورس وان"، لحظات حرجة أثناء عبورها المحيط الأطلسي متجهة إلى المملكة المتحدة، بعدما اقتربت بشكل مقلق من طائرة مدنية تابعة لشركة "سبيريت إيرلاينز"، وهو ما دفع ترامب للتصريح بالقول:" لدينا طائراتٌ تحلق في الجوّ دون أن يُكشف أمرها، لا أحد يستطيع رؤيتها، إنها طائراتٌ خفية.
ووفقًا لما نقلته وكالة "بلومبرغ" وعدة مصادر متخصصة بمراقبة الحركة الجوية، تم رصد طائرة "Air Force One" ورحلة "سبيريت 1300"، وهي طائرة إيرباص A321 متجهة من فورت لودرديل إلى بوسطن، تحلقان فوق لونغ آيلاند والتي تعد من أكثر الأجواء ازدحامًا في العالم، حيث لاحظ مراقب الحركة الجوية أن ارتفاعهما متشابه ومسار تحليقهما يتقارب، رغم وجود فارق أفقي قدره ثمانية أميال، إلا أن تقاطع المسارات المتوقع كان سيحدث عند مسافة لا تتجاوز الـ 11 ميلًا، ما دفع أحد المراقبين الجويين لإصدار تعليمات عاجلة لقائد الطائرة المدنية "سبيريت"، بتغيير مسارها فورًا بمقدار 20 درجة نحو اليمين.
اقتراب يكشف هشاشة الأمان الجوي
ووصف مراقبون الحادث بأنه "اقتراب مقلق"، لا سيما وأن الطائرة الرئاسية الأمريكية تصنف ضمن الأهداف الجوية ذات الأهمية القصوى، وتخضع لإجراءات حماية غير مسبوقة على المستويين المدني والعسكري، ويُنظر لأي اقتراب منها على أنه تهديد محتمَل يستوجب تدخلًا فوريًا.
اظهار أخبار متعلقة
وفي هذا السياق، أشار تقرير لشبكة "سي بي إس" إلى أن نبرة المراقب الجوي وتكرار الأوامر، على نحو غير معتاد، يعكسان مستوى التوتر والقلق من احتمالية تطور الوضع خلال لحظات، ورغم أن الحادث لم يسفر عن تصادم أو اختراق صريح للبروتوكولات، إلا أنه يعكس مدى الهشاشة التي قد تظهر حتى في أكثر أنظمة الطيران انضباطًا، ويعيد طرح أسئلة جدية حول كفاءة التنسيق بين السلطات المدنية والعسكرية في إدارة حركة الطائرات الحساسة.
وقد تم نشر الحادثة لأول مرة من قبل حساب "@JonNYC" على تطبيق "بلوسكاي"، وتمت مشاركة التسجيل الصوتي من قبل حساب "@thenewarea51" على منصة "إكس"، ولم تتمكن وكالة "بلومبرغ" من التحقق من صحة تطابق التسجيل الصوتي مع التسجيل الأصلي للمراقبة الجوية.
وكرر المراقب في التسجيل قائلا: "انتبه، سبيريت 1300، انعطف 20 درجة يمينًا"، بعد أن لم يستجب طاقم الطائرة لرسالته الأولى. ثم تابع بصوت أعلى: "سبيريت 1300، انعطف 20 درجة يمينا الآن". ثم رفع صوته مرة أخرى، وأمر: "سبيريت وينجز 1300 انعطف 20 درجة يمينا. فورا".
في محاولة للحد من الجدل، أصدرت شركة "سبيريت إيرلاينز" بيانًا أكدت فيه أن طاقم الرحلة التزم بجميع التعليمات الصادرة من المراقبة الجوية، وأن الطائرة هبطت بسلام في مدينة بوسطن دون أية مشاكل، مشددة على أن "السلامة هي أولوية قصوى لدى الشركة في جميع الرحلات".
اظهار أخبار متعلقة
رغم القلق الذي ساد اللحظات الحرجة، أكملت
طائرة ترامب رحلتها، وهبطت في المملكة المتحدة بتأخير طفيف، وكان في استقباله وزوجته ميلانيا لدى وصولهما إلى وندسور الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون، قبل لقائهما بالملك تشارلز الثالث، والمشاركة في مأدبة رسمية أقيمت على شرف الرئيس الأمريكي.
والجمعة، أعلن البيت الأبيض، أن المروحية التي كان يستقلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا تعرضت لعطل فني واضطرت إلى الهبوط في مطار محلي خلال رحلة عودتهما من بريطانيا، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن ترامب وميلانيا استقلا بسلام مروحية أخرى، وتسبب الحادث في تأخير وصولهما إلى مطار ستانستيد في المملكة المتحدة، حيث صعدا على متن طائرة الرئاسة في طريق عودتهما إلى الولايات المتحدة.
خلفية أمنية مشددة
تعد طائرة الرئاسة الأمريكية من أكثر المركبات الجوية حماية في العالم، وترافقها في رحلاتها الدولية خطة أمنية متكاملة تشمل مراقبة دقيقة للمجال الجوي المحيط بها، وتخصيص مسارات محددة تخلو من الحركة الجوية المدنية، مع إبقاء مسافات أمان كبيرة بين "إير فورس وان" وأي طائرة أخرى.