رحيل دافيد هيرست.. تسعيني عاش في لبنان وشهد حروب الشرق الأوسط

توفي الصحفي البريطاني المخضرم دافيد هيرست، الإثنين، عن 89 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

هيرست الذي غطّى لنحو أربعة عقود أبرز حروب وأحداث الشرق الأوسط، يتشابه بذات الاسم مع رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" ديفيد هيرست، وهو ما دفع بوسائل إعلام عربية للخلط بين الشخصين في خبر الوفاة. وباللغة الإنجليزية يوجد اختلاف في كتابة اسم الرجلين، فالصحفي الراحل يكتب بـDavid Hirst، فيما يُكتب الكاتب الصحفي الحالي بـ"David Hearst".

ويعتبر دافيد هيرست أحد كبار كتاب العالم المتخصصين في الشرق الأوسط، ‏حيث غطى أخبار المنطقة لصالح صحيفة الغارديان لمدة خمسة وأربعين عاماً. ‏ونشر العديد من الكتب، أبرزها "البندقية وغصن الزيتون"، والذي قام بطباعة عدة إصدارات منه، كشف خلالها خطر الحركة الصهيونية، وكيفية تسللها إلى فلسطين. وقال إن ندمه الوحيد بعد تشخيصه بالسرطان هو ضيق الوقت أمام إتمام نسخة جديدة من الكتاب.

وكان هيرست نشر مقالا العام الماضي عن التشابه بين ‏الاحتلال الإسرائيلي والصليبيين في الأساليب والمطامح، مؤكدا أن السلوك ‏الإسرائيلي يجعل من غير المستبعد أن يكون مصير الاحتلال مثل مصير ‏الصليبيين في الشرق. والجدير بالذكر أن المقال كان معدّا له أن يُنشر في افتتاحية الطبعة الجديدة من الكتاب ذاته (البندقية وغصن الزيتون).

ورغم توقفه عن العمل الصحفي، إلا أن هيرست ‏نشر هذا المقال الطويل الذي يمثل بحسب مراقبين "وثيقة تاريخية" في تحليل ‏السلوك الإسرائيلي وتأثيره في صناعة مستقبل الاحتلال في فلسطين.

 للاطلاع إلى تفاصيل المقال (هنا)

واكب هيرست حرب حزيران 1967، واجتياح بيروت 1982، كما غطّى أحداث مجزرة حماة مطلع ثمانينات القرن الماضي على يد نظام حافظ الأسد في سوريا، وغزو الكويت وحرب الخليج 1991.

وكان هيرست منتقدا بشدة لأداء السلطة الفلسطينية ورئيسها الراحل ياسر عرفات، حيث كتب عما وصفه بـ"الغرور المشين" في شخصية عرفات.

اظهار أخبار متعلقة

وبسبب تقاريره الحادة، قال هيرست في تصريحات سابقة، إنه مُنع من دخول مصر والسعودية، وسوريا، والعراق، موضحا أنه كان هدفا للاختطاف في لبنان بثمانينات القرن الماضي، وكشف أنه نجا بأعجوبة ذات مرة من محاولة اختطاف بعد قفزه من مركبة وهروبه في أحد أزقة بيروت.

ومن المفارقات أن دافيد هيرست، أمضى فترة خدمة إلزامية مع الجيش البريطاني في مصر وقبرص بين عامي 1954-1956، ولاحقا تزوج من عالمة أنثربولوجيا من أصول مصرية تدعى أمينة.

وبدا من مسيرة هيرست تأثره مبكرا بالمنطقة، إذ جاء للدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1963، ونجح في إتقان اللغة العربية بفترة وجيزة خلال أقل من عام.